|


الصحفي توسل زملاءه لمساعدة أسرته وجيرانه

مانيلا ـ (د ب ا) 2009.09.28 | 06:00 pm

ظلت إيدنا ووالداها وأبناء أخواتها وجيرانها ينتظرون لما يقرب من 12 ساعة فوق سطح منزلهم الذي غمرته المياه وهم يرتجفون من البرد والأمطار تهطل فوق رؤسهم في ضاحية ماريكينا بالعاصمة الفلبينية مانيلا.
وناشدت إيدنا خلال مكالمة هاتفية هيستيرية لإذاعة مانيلا الحصول على المساعدة في الوقت الذي هرعت فيه السلطات الفلبينية أمس الأحد لإنقاذ الآلاف الذين تضرروا من وقوع أسوأ موجة فيضانات تضرب العاصمة منذ 40 عاما.
وقالت إيدنا وهى تبكى “أرجوك نحن نمكث هنا منذ بعد ظهر أمس ونحن جميعنا جوعى وجميعنا مرهقين والداى من كبار السن ومريضان ولقد بدأت مياه الفيضانات في الانحسار ولكننا لم نر أياً من موظفي الإغاثة حتى الآن”.
وقد غمرت المياه البنية والموحلة أكثر من 90 % من مساحة مانيلا منذ أمس الأول السبت عندما اجتاحت عاصفة كيتسانا العاصمة الفلبينية وتسببت في هطول كمية أمطار أكثر مما تسبب إعصار كاترينا في هطوله في ولاية نيو اورلينز خلال شهر أغسطس 2005. وتبددت الغيوم بصورة طفيفة صباح أمس مما سمح للسلطات البدء في عمليات الإغاثة. ولكن الشعور بالفزع من الأمطار الغزيرة كان هو السائد في الوقت الذي قام فيه الجيش بمسح جوى للمناطق المتضررة.
وفى العديد من المناطق تفرقت الأسر عن بعضها بسبب الفيضانات. وباتت خطوط الاتصالات تمثل مشكلة مما جعل من المستحيل على الأقارب أن يتصلوا ببعضهم.
ولم يتمكن روبرت وهو أب لثلاثة أبناء من العودة لمنزله في باتاسان هيلز فى مدينة كويزون في العاصمة مانيلا، حيث ظلت حركة المرور متوقفة لساعات مما أضطره للسير في مياه الفيضانات.
وقال “أرجوكم هل هناك شخص يستطيع أن يقرضنى قارباً فإننى لا أعلم شيئا عن أسرتي أنهم محاصرون وأنا لا أستطيع أن أصل إليهم أرجوكم”.
وصارع المئات من مواطني أورتيجاس افينيو في باسيج سيتى مياه الفيضانات، حيث عادوا سيرا على الأقدام لمنازلهم بعدما أمضوا الليلة الماضية في مكاتبهم أو في الشوارع، وقام العديد بحمل متعلقاتهم على رؤوسهم.
ولم يستطع ديلون بوركالا وهو يعمل كصحفي الوصول لمنزله الذي غمرته مياه الفيضانات في بلدة كاينتا فى إقليم ريزال، حيث حوصر ابنه الذي يبلغ عمره عاما ومربيته وعمال الحديقة في الطابق الثاني الذي لم يكتمل بناؤه.
وقال “لقد خرجت زوجتي من المنزل عندما ارتفعت المياه فجأة ولم تستطع أن تعود للمنزل، ولقد أخبرنى عمال الحديقة أن كل شيء على ما يرام ولكنني مازالت قلقا فهذا مثل الكابوس”.
ويقوم أوجيا ألكاسيد وهو ممثل بإرسال رسائل نصية لأصدقائه فى شبكة “ايه بى أس -سي بى أن” التلفزيونية حتى ظهر أمس يتوسل فيها للحصول على المساعدة لأن أسرته وجيرانه محاصرون في الطابق الثاني من منزلهم في باسيج سيتي التي غمرتها المياه.
واستمرت الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية فى التدفق على المحطات الإذاعية والتلفزيونية مطالبة بالحصول على المساعدة.
كما أبلغ البعض عن حدوث وفيات بسبب البرودة الشديدة والأزمات القلبية.
وأكد وزير الدفاع الفلبينى جيلبيرت تيودورو للمواطنين أن السلطات تبذل قصارى جهدها للوصول لكل من يحتاج المساعدة وتعهد باستكمال عمليات الإغاثة قبل حلول الظلام.