|


يشكلون 37 % من إجمالي الأجانب في إسبانيا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة

مدريد ـ (د ب أ) 2010.01.07 | 06:00 pm

يوجد في حي الطبقة العاملة في العاصمة الاسبانية مدريد الذي يطلق عليه (كارابانتشل) العديد من المحال التجارية التي تعرض الكسافا واليام والموز الأخضر وثمار المانجو الكبيرة جنبا إلى جنب مع الخضروات والفاكهة الاسبانية المعتادة. ويمر العديد من الأشخاص من مختلف الأعراق أمام مراكز الاتصال للترويج لمكالمات رخيصة لأمريكا اللاتينية وجميعهم يتحدث اللغة الإسبانية ، ولكن بلهجات مختلفة.
وتسبب وجود المهاجرين من مستعمرات اسبانيا السابقة بمختلف أنحاء المحيط الأطلسي ، في تحويل مدريد إلى واحدة من أكبر مدن العالم اللاتينية خارج حدود أمريكا الجنوبية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي.
وقال خوسيه لويس سالفاتيرا صحفي من بيرو "لقد حدث تغيرهائل" ، مشيرا إلى أنه كان من النادر وجود مواطنين لاتينيين في مدريد قبل 14 عاما عندما ساعد في إطلاق مجلة (اوخيو لاتينو) اللاتينية. وعلى مدار العقد الماضي ، ارتفع عدد السكان الأجانب في إقليم مدريد من نحو اثنين في المئة إلى 18 في المئة من نسبة سكان المنطقة البالغ تعدادهم 6 ملايين نسمة. وينتمي قرابة نصف الوافدين الجدد لأمريكا اللاتينية و يشكلون 37 في المئة من إجمالي الأجانب في اسبانيا البالغ عددهم 5 ملايين نسمة. ويفوق عدد مواطني أمريكا اللاتينية في اسبانيا عددهم في أي دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي. ويأتي مواطنو أمريكا اللاتينية من الإكوادور وكولومبيا وبيرو وبوليفيا وجمهورية الدومينيك والأرجنتين وشيلي وفنزويلا وأوروجواي وباراجواي وكوبا وغيرها.
ويقول خافيير فرنانديز لاسكو يتي مسئول هجرة بارز في اسبانيا إن تواجد أولئك اللاتينين في اسبانيا أدى إلى تحويل علاقاتها القوية مع مستعمراتها السابقة من " مجرد كلام إلى واقع ملموس". وقال سالفاتيرا مدير مجلة (اخيو لاتينو ) اللاتينية :"على سبيل المثال توسع قطاع الصحافة اللاتينية في اسبانيا كثيرا وأصبح مربحا للغاية لدرجة بدأ رجال الأعمال الإسبان الاستيلاء عليها". وتواجه (اخيو لاتينو)الآن منافسة من نحو ست مجلات وصحف مماثلة ويوجد في مدريد ما لا يقل عن 12 محطة إذاعية أمريكية لاتينية غير رسمية. ويوجد في مدريد مشهد ثقافي أمريكي لاتيني حيوي حيث مؤلفون ورسامون وممثلون ومصورون يجلبون لإسبانيا تأثيرات جديدة.
ويشير سالفاتايرا إلى أن "بعض الكتاب لم ينشروا شيئا في بلادهم ولكن دشنوا مشوارهم العملي في اسبانيا وحتى فازوا بجوائز اسبانية". وبدأ مواطنو أمريكا اللاتينية يكسبون ببطء بعض القوة السياسية في اسبانيا كمشرعين إقليميين أو مسئولين وفي داخل الأحزاب السياسية.
ويتشارك أبناء أمريكا اللاتينية واسبانيا في اللغة واعتناق المسيحية الكاثوليكية وعوامل ثقافية أساسية أخرى ، مما يسمح لهم بالاندماج في المجتمع الاسباني بشكل أسهل من المهاجرين من دول أخرى. ولا يعني الاندماج السهل أنه لا يوجد تمييز ضد أبناء أمريكا اللاتينية في اسبانيا ، وبعضهم قد يكونون تعرضوا لهجمات من قبل حليقي الرؤوس.