كشفت تقارير إخبارية أمس الإثنين أن الشكاوى من الخط الساخن الخاص بالرئيس الجنوب إفريقي زوما تزايدت بسبب تجاهل معظم المكالمات، وذلك بعد خمسة أشهر فقط من إطلاق زوما له لتلقي الشكاوى من عامة الشعب. إلا أن الرئاسة دافعت عن هذه الخدمة قائلة إن عدد الاتصالات بالخط أظهر أنه كان “أمرا دعت الحاجة إليه بشدة”. وقال فنسنت ماجوينيا المتحدث باسم زوما “هذا يؤكد شكوكنا بأن هناك مشكلة بالفعل.. من الواضح أن الناس لا يحصلون على جودة الخدمة التي يحتاجون إليها من العديد من نقاط التوصيل (المؤسسات) الحكومية”. ومع اعترافه أن الاتصالات تعد اتهاما لسجل الحكومة، قال متحمسا إن مستويات الاتصالات التي تم تلقيها على الخط الساخن أظهرت أيضا “الرغبة الهائلة لدى المواطنين للتفاعل مع الحكومة”. وكان زوما الذي جعل من تحميل الحكومة المسئولية الأكبر برنامجا لرئاسته التي بدأت قبل تسعة أشهر قد أطلق الخط الساخن المجاني في 14 سبتمبر الماضي.
وقد أمست هذه الخدمة موضوعا “مستفزا” في جنوب إفريقيا، حيث واجه “حزب المؤتمر الوطني الإفريقي” الحاكم انتقادات بالبطء الشديد في التعامل مع مشكلات الفقراء على مدار 16 عاما قضاها في السلطة. وفور إطلاق الخدمة، غمرتها الاتصالات من المواطنين الساخطين على الأوضاع. ووفقا لصحيفة “ذا ستار” الصادرة في جوهانسبرج فإن الخط الساخن تلقى 445197 اتصالا خلال الشهر ونصف الشهر الأول من انطلاق الخدمة جرى انقطاع الخط عن 386514 بنسبة 87 % منها. ونقلت الصحيفة عن المسئول الحكومي البارز كولينز تشاباين قوله، ردا على سؤال في البرلمان: إن الخط ينقطع لعدة أسباب من بينها “طول فترة الانتظار بسبب كثافة الاتصالات”. ومن بين 58683 جرى الرد عليها كان 21594 اتصالا للشكوى من مسئولين حكوميين، إلا أن التقرير لم يشر إلى عدد الشكاوى التي تم التعامل معها بنجاح. وللتأكد، حاولت وكالة الأنباء الألمانية أمس مرتين الاتصالبالخط الساخن وكل مرة استمعت إلى الرسالة المسجلة :”بسبب الكثافة الشديدة لأعداد الاتصالات، لا يمكننا استقبال مكالمتك، حاول الاتصال مرة أخرى وإلى اللقاء”.