تبدو البرتغال بوابة الاحتراف التي تداعب احلام العديد من المواهب الشابة الى بقية البلدان الاوربية حيث وجدوا الطريق سالكا رغم ضعف الحضور الفني للاعبين. فالبلد الذي انجب الاسطورة الكروية كرستيان رونالدو كفيل بدغدغة احلام اللاعبين الصغار فالبعض منهم امضى تجربة ناجحة على الاقل بالنسبة له والآخر لا زال يخوض غمارها بشغف كبير فيما انتهت بعض مشاركات اللاعبين السعوديين قبل ان تبدأ. ومع كل هذا وذاك بقيت البرتغال سحراً اوربياً يأسر افئدة اللاعبين السعوديين لا سيما الشباب منهم، فيما استفاد منها وكلاء اللاعبين برفع اسعار عقود لاعبيهم من خلال التلويح بورقة الاحتراف بالبرتغال لما يملكه هؤلاء الوكلاء من علاقات وطيدة مع البرتغاليين الذين يرحبون باللاعبين السعوديين ولا يجدون غضاضة في قبول عروضهم بالتواجد معهم ولو على الورق.
كل هذه الصفقات كان يجمع بينها قاسم مشترك وهو اخفاء تفاصيل العوائد المالية من خلف هذه التعاقدات وهو ما يفتح المجال واسعاً عما اذا ما كانت قليلة وان الثمن هو اغراء اللاعبين بالاحتراف الخارجي شبة المجاني.

(10) من البرتغال
تسمية البرتغال تعود كما ورد في الروايات العربية إلى وفرة أشجار البرتقال وسماها العرب بلاد البرتقال وعاصمتها لشبونة ، وكما قيل فهناك عشرة اشياء لا تعرفها عن البرتغال فما بين 1910 و 1926 حظيت البرتغال بـ 44 حكومة و 20 انقلابا عسكريا و 12 رئيسا ، وفي البرتغال يعد قتل الثور خلال المعركة غير قانوني رغم أن مصارعة الثيران لا تزال قانونية ، والبرتغال كانت مسؤولة عن أول مزرعة تجارية لإنتاج الكهرباء، وشوهد في البرتغال أول منطاد هواء يطير، وفي 1709 رفع كاهن برازيلي اسمه بارتولوميو دي غوسماو نفسه 4 أمتار عن الأرض أمام الملك جون الخامس بالقرب من محكمة في لشبونة البرتغالية، والمثير للدهشة في البرتغال أن أقل من 20 شخصا توفو خلال ثورة القرنفل في البرتغال والتي أنهت الديكتاتورية القمعية في البلاد في 25 أبريل 1976. أما ما يخص تسمية نجم البرتغال اللاعب الشهير كريستيانو رونالدو فكانت تيمناً باسم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان. كما كانت البرتغال أكبر مكان لعرض الألعاب النارية وقد أطلق ما مجموعه 66.326 من الألعاب النارية في فونشال, ماديرا في 31 ديسيمبر 2006م ، ويحتفل الشعب البرتغالي بعيد الميلاد مع أقاربهم الموتي فيتم ترك أماكن فارغة وطعام حول الطاولة في يوم عيد الميلاد على شرف أفراد الأسرة الراحلين ، ومنذ 1808م الى 1821 كانت عاصمة البرتغال ريو دي جانيرو في البرازيل، وانعكست الصلة بين البرازيل والبرتغال في دفع الأخيرة للعمل بالسياسة الأكثر تحررية في المخدرات في أوروبا، ففي عام 2001 أصبحت أول دولة أوروبية تلغي رسميا كل العقوبات الجنائية على حيازة المخدرات بما في ذلك الماريجوانا والهيروين والكوكايين.

عبدالله الحافظ
استطاع وكيل اعمال مدافع المنتخب الأولمبي ولاعب الاتفاق السعودي عبدالله الحافظ (19 ) عاماً البرتغالي بيدرو نقل أول لاعب سعودي الى ساحة الدوريات البرتغالية عبر نادي يونوليريا وشارك الحافظ لأول مرة ضمن التشكيلة الأساسية لفريقه يونياو ليريا أمام فريق ماريتيمو ضمن مواجهات الجولة العشرين من الدوري البرتغالي الممتاز وظهر الحافظ بشكل جيد في أول مباراة رسمية يخوضها مع فريقه البرتغالي بالرغم من الخسارة بهدف وحيد. بيد أن البداية الجيدة لتلك التجربة لا تعكس النهايات غير السعيدة حين فسخ اللاعب عبدالله الحافظ عقده مع ناديه يونياو ليريا عقب هبوط الأخير بعد مروره بأزمة مالية خانقة, غادر على اثرها العديد من عناصر الفريق المحلية والأجنبية ليعلن بعدها نادي ليريا البرتغالي انسحابه من الدوري البرتغالي بسبب تأخر صرف رواتب اللاعبين مما جعل الفريق يشارك في مباراته الاخيرة امام فريق فيرنسه بثمانية لاعبين فقط من ضمنهم اللاعب السعودي عبدالله الحافظ في المباراة دون اكتراث حينها بالأزمة المالية الخانقة في ناديهم وتأخر أجورهم الشهرية وقد اشاد رئيس النادي بشجاعة اللاعبين الثمانية الذين شاركوا في المباراة. يذكر ان 13 لاعبًا قد تعمدوا عدم الحضور إلى النادي نتيجة عدم صرف رواتبهم الشهرية.
وعقب هذه التجربة راجت الاخبار عن توقيع اللاعب السعودي عبدالله الحافظ "19 عاماً" عقداً جديداً مع نادي باكوس فيريرا البرتغالي لمدة عام واحد.
وقالت حينها صحيفة أبولا واسعة الانتشار في البرتغال "نجح نادي باكوس في تقوية دفاعه بالتعاقد مع لاعب يونياو ليريا السابق عبدالله الحافظ, ليكون خامس الصفقات التي يعقدها النادي للموسم الجديد".
وكان نادي باكوس فيريرا قد احتل المركز العاشر في الدوري البرتغالي الممتاز, ويعد من أندية الوسط في البرتغال, وسبق له أن احتل وصافة بطولة الكأس عام 2009.

قصي الخيبري
تجربة الحافظ اغرت لاعب نادي الاتحاد قصي الخيبري ( 18 ) عاما لتوقيع عقد رسمي مع نادي بيارا مار البرتغالي لمدة عامين وذلك بنظام الإعارة من نادي الاتحاد حيث التحق الخيبري بصفوف فريق فئة الشباب تمهيداً للمشاركة الرسمية في بطولة الدوري البرتغالي تحت 20 عاماً. ليصبح الخيبري ذو الثمانية عشر عاماً أصغر لاعب سعودي يحترف خارجياً.

صالح الشهري
ثالث اللاعبين هو مهاجم المنتخب الأولمبي والنادي الاهلي صالح الشهري الذي غير اسمه الى ( صالح خافيير ) عقب توقيعه عقدا مع ناديه البرتغالي بيرامار لموسمين، ووقع قبلها اتفاقيه مع ناديه الاصلي الأهلي لمدة 5 مواسم ، تبدأ بانتهاء عقده الخارجي.
ونجح صالح الشهري في تسجيل اسمه بأحرف من ذهب عندما اضحى أول لاعب سعودي يسجل في الدوريات الأوروبية بنجاحه في إحراز هدف التعادل لفريقه أمام مورييرينس ضمن الجولة الثالثة من الدوري البرتغالي.
وتمكّن الشهري صاحب الـ18 عاماً من التوقيع على الهدف بعد مرور 10 دقائق فقط من مشاركته في شوط المباراة الثاني، ليدرك به التعادل لفريقه الذي يحتل المركز الثاني عشر في جدول الدوري المحلي، ويطمح لاحتلال موقع جيد، رغم مرور ثلاث جولات فقط على بداية مسابقة الدوري.
وجاء هدف الشهري بعد تلقيه تمريرة أمام منطقة جزاء مورييرينس عند الدقيقة 59، حيث استلم الكرة بمهارة قبل أن يسددها قوية بيسراه في الشباك، وسط فرحة غامرة لأنصار الفريق ومدربه الذي كسب الرهان بإشراكه بعدما تجاهله خلال المباراتين السابقتين في الدوري.
وتحدّثت صحيفة "أبولا" البرتغالية الرياضية الشهيرة بإسهاب عن تألق الشهري، وذكرت أنه أظهر مستوى مميزا في ظهوره الأول مع الفريق رغم صغر سنه، ونقلت عنه القول إنه سعيد جداً بهذه البداية القوية وبهذا الهدف الذي سيمنحه الكثير من الثقة.
وبين المحترف في صفوف بيرامار البرتغالي صالح الشهري دوافع تغيير اسمه بان التواجد العربي قليل ونتيجة ذلك لا يعرفون الأسماء العربية فكان من الصعوبة مناداتي بصالح و بعد معرفتهم لأسمي الكامل (صالح خالد خفير الشهري) وجدوا أن أسم خفير معروف لديهم (خافيير) وبعد استشارتي للوالد وافق ولكن أن يكون اسمي صالح أولاً ليصبح صالح خافيير.

أبناء عطيف
بدأ اللاعبان صقر وعبدالله عطيف الدخول في تدريبات فريق لوليتيانو البرتغالي, الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية, حيث يستعد الاسبوع المقبل لمنافسات البطولة المؤهلة لدوري الدرجة الأولى، وذاع صيت اللاعب صقر عطيف مع ناديه الشباب وبلغ ذروته الفنية حينما حاز على لقب هداف دوري كأس الامير فيصل بن فهد قبل موسمين فيما تقلد شقيقه عبدالله عطيف شارة القيادة للمنتخب السعودي الشاب في مونديال 2011 الذي أقيم في كولومبيا.
نادي لوليتيانو ينتمي لمدينة فارو التي تقع في جنوب البرتغال, ويعتبر من الأندية الضعيفة من حيث الامكانيات المادية, ويعتمد بشكل رئيسي على بيع اللاعبين, حيث يتجه مسؤولو النادي للتعاقد مع لاعبين شبان من أجل صقل موهبتهم ومن ثم بيع عقودهم على أندية الدرجتين الممتازة والأولى.
وأتى توقيع الشقيقين صقر وعبدالله عطيف عقدا احترافيا مع فريق لوليتيانو البرتغالي أحد أندية الدرجة الثانية لمدة موسم واحد مقابل أن يدفع النادي البرتغالي لنادي الشباب بدل تدريب فقط إضافة إلى راتب شهري بالإضافة لتوفير سكن ومواصلات لكل لاعب.
وكان لاعب فريق لوليتيانو البرتغالي الحالي صقر عطيف قد ابدى امتعاضه الشديد من فشل التعاقد مع نادي شارلروا البلجيكي ملقيا اللوم على إدارة ناديه الأصلي الشباب والتي أخذت ما يربو على 4 أشهر للرد على طلب النادي البلجيكي مما جعل الاخير يتراجع عن مفاوضاته لعطيف.

عبدالخالق برناوي
سلك لاعب نادي الوحدة عبدالخالق برناوي (24) سنة ويلعب في مركز المحور وكان قادما من نادي حراء هاويا طريق الاحتراف صوريا عندما نقله وكيل اعماله عصام العبدلي الى نادي مافرا البرتغالي ( درجة ثانية ) بعد تجربة لا تتجاوز اسبوع واحد مع فريقه الجديد دونما الكشف عن التفاصيل المادية التي اتمت هذه الانتقال الصوري خصوصا أنه عاد الى ناديه السابق الوحدة عقب قرار لجنة الاحتراف السعودية حينها الذي يمنع اللاعبين من الانتقال عن أنديتهم الأصلية إلى أندية محلية آخرى إلا بعد مرور فترة لا تقل عن سنتين من احترافه الخارجي. وتعود قصة هذا الانتقال حسب ما يرويها اللاعب حينما خاض مع فريقه الوحدة معسكرا في البرتغال قبل موسمين واعجب به مدرب مافرا والذي فتح معه خطاً ساخنا للمفاوضات افضى الى انتقاله في ظل تواضع العرض المادي المقدم من ناديه الوحدة.
وكما يقال لكل قصة وجهان فعلى النقيض يرى البعض ان هذا التحرك المفاجئ والذي احدث حينها ضجة كبيرة حول رغبة اللاعب في جعل تعاقده مع النادي البرتغالي جسر عبور نحو احد الاندية المحلية وهو ( الاتحاد ) ، الا ان قرار لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وقف حائلاً دون ذلك. إذ أن فحوى القرار تقضي بمنع اللاعب الذي يتوجه خارجيا من أجل تحويل صفته من لاعب هاو إلى محترف العودة للدوري السعودي إلا عن طريق ناديه الأصلي أو المكوث سنتين قبل عودته إلى ناد سعودي آخر. وعقبها عاد اللاعب بسرعه لناديه الوحدة واختفى حبر العقد الاحترافي مع فريق مافرا البرتغالي والذي وصل الى نادي الوحدة بدون تواريخ ولكن في النهاية ادرك اللاعب مبتغاه ونجح مخططه بحصوله على عرض عوضه جميع خسائره عقب السياحة في البرتغال ونشر صور التوقيع والتي ساهمت في أن يدفع نادي الوحدة مبلغ 600 الف ريال سنوياً لمدة اربع سنوات.

أشهر الكباري
تسبب لاعبا الوحدة عبدالخالق برناوي والقادسية السابق والنصر الحالي خالد الغامدي بسن فقرة جديدة في لائحة الاحتراف عقب أن شاع انتقال الاول الى مافرا البرتغالي والثاني الى نادي اف سي ويل السويسري قبل ان يتراجعا عقب صدور قرار لجنة الاحتراف والذي انهى طريقة الكوبري والتي كانت تستخدم للتحايل على انظمة الاحتراف التي تمنع انتقال اللاعب الهاوي من ناديه إلى نادٍ سعودي آخر، إلا بعد مرور سنة كاملة من تاريخ عدم اتفاقهما على العرض الاحترافي المقدم من النادي إلى اللاعب في حين أن أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لا تمانع في انتقال اللاعب الهاوي إلى أي نادٍ خارجي من دون الرجوع إلى ناديه الأصلي، ما دام اللاعب لم يوقع عقد احتراف مع ناديه ، وللتغلب على هذه المشكلة، تلجأ بعض الأندية إلى نقل اللاعب من ناديه إلى محطة أوروبية، ومن ثم إعادة استقطابه من هناك، في صفقة يتحملها النادي السعودي كاملة في فترة وجيزة لا تتعدى الاسبوعين.
الا ان لجنة الاحتراف اصدرت بيانا اعلاميا حينها نصه " لجنة الاحتراف ستصدر بطاقة الانتقال الدولية لأي لاعب يحترف خارج المملكة وفق اللوائح، وما حدث من إضافة على المادة التي أقرها مجلس إدارة الاتحاد يعتبر إجراء داخلياً مجازاً من الاتحاد الدولي، وهو يعني أن اللاعب إذا عاد في أي وقت قبل اتمام العامين من الخارج يعود إلى ناديه الأصلي الذي غادره في أول احتراف خارجي له".
وكانت ابرز واشهر حوادث الكوبري مهاجم الأهلي السابق طلال المشعل الذي انتهت إعارته من ناديه الأصلي الأهلي السعودي إلى نادي النصر موسم 2007 م ، إلا أن اللاعب قرر الانتقال إلى نادي المريخية القطري ، ليعود من خلالها إلى الدوري المحلي عبر بوابة الاتحاد في عهد الرئيس منصور البلوي ، دون ان يحظى الاهلي باي عائد مادي جراء تنقله.
ثم عادت القصة مجددًا مع اللاعب أحمد الدوخي، الذي انتهت إعارته من نادي قطر القطري، حيث كان اللاعب لا يريد العودة مجددًا إلى ناديه الاتحاد، لينتقل إلى نادي ريدييج البلجيكي، قبل أن يعود بذلك إلى نادي النصر السعودي في عهد الامير فيصل بن تركي.