القصة من الداخل .. يكشف وثائق جديدة لـ(الرشوة) التي هزت الكرة السعودية
أعادت القناة الرياضية السعودية عبر برنامج (القصة من الداخل) فتح القضية التي هزت أركان كرة القدم السعودية (الرشوة) والتي كان أطرافها لاعبا نجران تركي الثقفي وجابر العامري من جهة ورئيس النادي مصلح آل مسلم، بالإضافة إلى مهند المهنا الذي قام بتحويل المبالغ المالية في حساب المتورط ، وذلك على خلفية الكشف عن مؤامرة حيكت من أجل التلاعب بنتيجة مباراة كرة القدم في دوري زين السعودي وبيع نتيجتها لصالح طرف آخر خشية أن يتعرض للهبوط لأندية دوري الدرجة الأولى.
620 يوما والقضية التي وردت فيها أسماء وأدلة ومعلومات هائلة من أجل كشف ومعاقبة المتورطين، إلا أنها لازلت حبيسة الأدراج في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وظلت القضية التي انطلقت شرارتها الأولى عقب مواجهة نجران والوحدة يوم الجمعة 18/5/1432هـ (معلقة) ولم تحسم حتى اللحظة، وهي التي مرت بأطراف وجهات كثيرة، منها ما يخص الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلة في الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل (قبل استقالته)، وكذلك الأمانة العامة، والإدارة المؤقتة التي استلمت زمام الأمور بعد استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، والجهات القانونية ومحامي الاتحاد السعودي التي حولت لهم القضية، وأخيراً الجهات التي كانت الرئاسة ترى أنها ذات الاختصاص لحل مثل هذه القضايا (هيئة التحقيق والادعاء العام، وهيئة الرقابة).
ويحسب للقناة الرياضية السعودية ممثلة في برنامج القصة من الداخل الذي يقدمه المذيع المتميز بدر الفرهود وفريق عمله إعادة ملف (قضية الرشوة) للواجهة من جديد، بمستندات سرية وخطابات التحقيق مابين الأطراف المعنية والتي ظهرت لأول مرة أمام المشاهدين عبر الحلقة التي بثت عند الساعة التاسعة من مساء الأحد الماضي، وتمت استضافة المحامي القانوني خالد أبوراشد الذي حمل الاتحاد السعودي لكرة القدم برمته التعطيل غير المبرر الذي جرى للقضية وتبعاتها، مطالبا بسحب ملف القضية من الأدراج وإعادتها للواجهة واستدعاء كافة الأطراف من أجل التحقيق معهم إن كانوا من داخل المنظومة الرياضية، وإن كانوا من خارج المنظومة الرياضية فيتم المطالبة بالتحقيق معهم عبر جهات الاختصاص، على أن يتم حسم هذه القضية بإصدار العقوبات اللازمة بعد اكتمال كافة التحقيقات، مطالبا بإغلاق الملف فورا حتى لو تمت تبرئة المتهمين لعدم وجود أدلة اثبات في القضية.
الشرارة الأولى
أعاد البرنامج في بداية الحلقة التصريح الشهير والشرارة الأولى لرئيس نادي نجران مصلح آل مسلم عقب مواجهة فريقه بالحزم في موسم 2011 والتي كشف من خلالها عن قضية (الرشوة) ـ كما اسماها.
رد المحامي أبوراشد : أعتقد أن تناسي أو تجاهل هذه القضية من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم هو سوء تصرف من قبل القانونيين في الاتحاد، لماذا؟ لأنه لايمكن ترك قضية متروكة بل يجب إغلاقها بثبوت اتهام أو بالبراءة.
وقال أبوراشد :" الخطأ يتحمله الاتحاد السعودي لكرة القدم من رئيسه إلى لجانه إلى كافة الأطراف المعنية في هذه القضية، وإذا ثبت رسميا أن رئيس الاتحاد هو من قام بحفظ ملف القضية فهو من يتحمل، ولكن المشكلة أننا لا نعلم من هو المتسبب في حفظ ملف هذه القضية، لأن هناك تعتيماً".
خطاب رقم 24
كشف مذيع الحلقة الزميل بدر الفرهود الخطاب رقم 24 الموجه من رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم إلى أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي، وفيه حالة اثبات وشهود من قبل لاعبي نجران على تورط اللاعب تركي الثقفي، بالإضافة إلى كشف لحساب مرفق مع الخطاب، وتسجيل صوتي بـ (CD)، وتوقيع أربعة لاعبين شهود وهم: صالح آل دويس، عبدالله آل حيدر، وحسين هادي، ومحسن اليامي.
الخطاب رقم 25
حمل الخطاب رقم 25 الذي تم بثه في الحلقة والذي حمل توقيع اللاعب جابر العامري موجه إلى رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم وفيه يكشف كافة التفاصيل قضية (الرشوة)، ومرفق شهادة الأربعة لاعبين السابق ذكرهم وهي تتلخص بالتآمر على النادي من قبل رشوة الحارس جابر العامري من قبل تركي الثقفي من أجل التساهل في مباراتهم أمام الوحدة.
تسلسل الأحداث
وواصل المذيع بدر الفرهود بعرض الخطابات بشكل تسلسلي، وبدأ بعرض الخطاب الموجه من قبل الأمين العام في الاتحاد السعودي لكرة القدم آنذاك فيصل العبد الهادي على الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل، وجاء فيه إشارة إلى المكالمة الهاتفية بناء على الخطاب الذي بعثه رئيس نادي نجران إلى الأمانة العامة الذي يكشف تلاعب وتورط اللاعب تركي الثقفي بتحريض اللاعب جابر العامري بالتساهل والتواطؤ في مباراة نجران أمام الوحدة.. مرفق مبلغ الرشوة مع الخطاب عشرين ألف ريال وكذلك cd.
قام بعدها الأمير نواف بن فيصل بتوجيه فيصل العبدالهادي وقام بالشرح على نفس الخطاب بالتعامل مع القضية حسب النظام.
تدخل بعدها المحامي خالد أبوراشد ومنح الإجراء الذي قام به الرئيس العام صحته، وقال :" الإجراء الذي عمله الأمير نواف بن فيصل صحيح ولاغبار عليه .. قضية وصلته وقام بالشرح عليها من أجل التعامل معها حسب النظام".
خطاب رقم (٢١)
أشار المذيع بدر الفرهود إلى أن الأمين العام لرعاية الشباب فيصل العبد الهادي بعث توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب في الخطاب الذي تم الشرح عليه إلى رئيس اللجنة القانونية الدكتور ماجد قارب حمل رقم (٢١)، وجاء فيه بعد شرح كافة القضية " آمل اطلاع سعادتكم وتوجيه من يلزم بدراسة القضية وإبداء مرئياتكم حسب اللوائح وبسرية تامة وإعادتها إلى الأمانة العامة من أجل رفع التوصيات والدراسة إلى الرئيس العام لرعاية الشباب.
رد المحامي أبوراشد :" القضية أحيلت للجهة القانونية المختصة، ولكن صيغة الخطاب الموجه للقانونية من قبل الأمانة لم يكن جيدا، حيث طالب الخطاب بإبداء مرئياتهم، وكان من المفترض أن تكون صيغة الخطاب البدء بالتحقيق، لأنه من غير المعقول أن ترفع المرئيات من القانونية للأمانة ومن الأمانة للرئيس العام ومن ثم يتم إعادتها من أجل البدء في التحقيق، كل هذا الإجراء (بيروقراطية) ليس لها أي داع.
التحقيقات بالخطاب (٣١)
التحقيقات بدأت وذلك حسب الخطاب الذي وجهه الأمين العام رقم (٣١) إلى رئيس نجران للتأكيد على حضور اللاعبين الذين وردت أسماؤهم للاجتماع معهم، وذلك عقب نهاية مباراتهم أمام الهلال بتاريخ ١٧/٦/١٤٣٢هـ .. وطالب الخطاب التأكيد على اللاعبين بالحضور .. ولم يحضروا في التاريخ نفسه، وتم إرسال خطاب إلحاقي آخر للتأكيد على الحضور.
رد المحامي أبوراشد وقال :" صيغة الخطاب لم تكن جيدة .. ذكر الخطاب على تأكيد حضور لاعبي نجران للاجتماع مع الأمانة العامة ولم يذكر الخطاب التحقيق ". وتساءل أبوراشد :" لماذا تستدعي هؤلاء اللاعبين للاجتماع؟ ماذا لو قال أحدهم لن أحضر الاجتماع ومعه حق لأنه ليس من الحق مطالبتهم بالاجتماع، إنما لو ذكر كلمة تحقيق كان ملزما ومن لم يحضر فإنه سيتم اتخاذ العقوبة اللازمة بحقه.
الانضباط وخطاب (٥٣)
بعث سكرتير لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم عبدالعزيز موسى القحطاني خطاباً بعد المحضر المرفوع من قبل عضو الاتحاد السعودي لكرة قدم علي العلي، وجاء في صيغة الخطاب إنه تم الاتصال على رئيس نادي نجران ولم يرد على الاتصالات، وتم بعث رسالة جوال على جواله ولم يجب، وتم أخبار الأمانة العامة بذلك للإحاطة.
تداخل من جديد المحامي خالد أبوراشد قائلا : " ماذا فعل الاتحاد السعودي لكرة القدم في هذه الحالة حفاظا على هيبته وإلزامية منسوبيه بالحضور وقت الحضور .. هذا هو السؤال المطروح؟
وقال أبوراشد :" لائحة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم هي المعنية في هذه القضية كونها وقعت في المنظومة الرياضية وليست خارج المنظومة، ويجب أن يتم التعامل معها بهذه اللائحة التي يوجد بها نص في ما يخص الفساد والرشوة، مشيرا إلى أن مثال قضية في التحقيق مع رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام دليل تأكيد على صحة كلامي، حيث تم التعامل مع قضيته في (فيفا) ومن قبل لجنة الانضباط، ومن اللجنة الاستئنافية ومن محكمة التمييز الرياضي.
برقية شكوى
كشف مذيع البرنامج بدرالفرهود البرقية رقم (٤٥) بتاريخ ٥/٦/١٤٣٢هـ والتي بعثها والد المتهم تركي الثقفي إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وجاء مفادها كالتالي :"يظل المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته، ولا أعرف كيف أطلق رئيس نجران مصلح آل مسلم العنان للسانه بتوجيه التهم لابني تركي حتى لو كان يستحق العقوبة مادام أن الأمر في طور التحقيقات.
رد المحامي خالد أبوراشد قائلا :"أنا اتفق مع ما ذهب إليه والد اللاعب تركي الثقفي ١٠٠٪، وكان من الأولى على رئيس نادي نجران بعد تقديم الشكوى أن لايذكر أسماء إطلاقا حتى يتم الانتهاء من التحقيقات في القضية .. لأن ما قام به يندرج تحت باب الاتهام والتشهير، ويتوجب عليه أن يأخذ عقوبة انضباطية كما جاء في نص لائحة الانضباط الحالية في باب التشهير وتشويه السمعة.
مداخلة آل مسلم
كشف رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم في المداخلة التي أعقبت توجيه تهمة الاتهام والتشهير قائلا :" الموضوع يوجد فيه أطراف كثيرة، والتسريبات التي حدثت لم تكن من قبلنا، وأتحدى أن يثبت ذلك .. ومثل ما طلعت الخطابات السرية التي لديكم الآن في البرنامج .. لا أستغرب تسريبها في ذلك الوقت، أنا فوجئت بها أثناء سريان القضية ورفع الأوراق وأثناء تداولها عبر القنوات الفضائية، وكذلك التسجيل الصوتي الذي ظهر في إحدى القنوات، وتابع آل مسلم في مداخلته قائلا :" إذا كان هناك تسريب للخطابات والتسجيل الصوتي فهو من الأمانة العامة في الاتحاد السعودي لكرة القدم وليست من نادي نجران ".
وأشار وقتها الدكتور ماجد قاروب إلى أنهم حققوا مع اللاعب ورفض الاعتراف بالتسجيل الصوتي المنسوب إليه وأنهم سوف يحيلون القضية إلي الجهات المختصة ".
وطالب آل مسلم التحقيق في الأسباب التي أدت إلى تسريب التسجيل والخطابات، لأن التسريب حدث من الأمانة وللأسف هذه ليست أمانة، وحتى أن هناك خطابات سربت في عهد الإدارة المؤقتة ومن الأمانة نفسها للأسف ما صارت أمانة.
وعن رفضه توقيع محضر بعد التحقيق معه قال:" هناك شخصان حققا معي، ولكن للأسف هؤلاء لا يوجد لديهم خلفية رياضية ولا يعرفون الأنظمة ولا اللوائح، حتى أن أحدهم قال لي: كم لك أنت في رئاسة النادي؟ فرددت عليه: أنا في النادي من٩سنوات، وعاد ورد علي قائلا " أنت وش جالس تسوي" فرددت عليه وماذا تعمل أنت؟ أنا لا أعرف شيئاً فقط هم أتوا بي إلى هنا.
وتابع :" عندما شاهدت الموضوع بهذه الطريقة وكأننا في مخفر شرطة قلت له: أنا لا أقبل أن يحقق معي بهذه الطريقة ورفضت التوقيع.. وقال :"للأسف أن الدكتور ماجد قاروب والقانونيين الذين في الاتحاد لا يعرفون النظام،هم يريدون أن يرحلوا القضية خارج المنظومة الرياضية ونحن في الاتحاد السعودي لكرة القدم لدينا لوائح وأنظمة واضحة وصريحة فلما لا تطبق؟
خطاب لهيئة التحقيق
تم بعد التحقيقات إرسال خطاب من قبل الأمين العام المؤقت عبدالله السهلي إلى رئيس هيئة الحقيق والادعاء العام معالي محمد بن فهد آل عبدالله، إلا أن رد الهيئة جاء واضحا بعدم الاختصاص، وتم تحويل القضية إلى هيئة الرقابة والتحقيق المختصة بالرشوة، عقب ذلك استقال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل.
مداخلة القانوني خالد أبوراشد: بعد استقالة الأمير نواف بن فيصل كان لابد من متابعة الموضوع من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، واتضح فيما بعد أن الخلل من قبلهم، مطالبا الاتحاد السعودي الجديد (المنتخب) بإعادة ملف القضية وتحويلها إلى لجنة الانضباط.