صوت
أتوقف كثيرا عند الصورة التلفزيونية وأزعم أن ذائقة جمالية تهبط علي كما أقدار الله كلما هممت بالتمتع قدر الإمكان بالمعروض من صور مقدمي ومقدمات البرامج.
أعرف ويعرف كثيرون أن بعض الوجوه المليحة، تغطي على عيوب الصورة وما أكثرها، لكن عيباً يظل يشخص ويمد لسانه ما دام العرض واستدامت لحظة المشاهدة، يفجعني ذلك “العيب” وتفشل كل محاولاتي “لغض” البصر أو التلهي بشاغل سواه.
والمعروف من المشاهدة بالضرورة أن للصورة التلفزيوينة تأثيراً عميقاً بحيث يغلب بيت الشعر الشهير، الأذن تعشق قبل العين أحياناً، يحيله إلى كومة رماد، فتصبح العين سيدة الشاشة والقادرة على قلب الطاولة على العشق الطارئة للأذن.
نعود والعود أحمد لموضوع الصورة “المعيبة” ذات “الثغرات” التي لا تغتفر.. وهي صورة لا ترتبط بملاحة المذيع ولا ترتبط بحلاوة لسانه وسحر بيانه، إنها صورة ترتبط بالألوان، وتجعل العين تفر من المشاهدة كما يفر السليم من الأجرب.
مؤكد أن للألوان التي نرتديها والهندام الذي نتزين به رسائل بالغة الدقة والدلالة في عالم الصورة، كما أن للألوان تأثيرات على المضمون التلفزيوني وعلى المشاهد المغلوب على أمره و”ريموت كنتروله”.
ندرك أن لله في خلقه وألوانه شؤون، وندرك أكثر أن الأشياء تتمايز بنقائضها، ونعرف أن الألوان ليست استثناء، لكن مذيعينا الذين يفجعونا ببعضها الذي يزعج العين ويكاد يدميها ويعميها نحن في غنى عن متابعة ما يقدمون.
ولهذا فإننا لا نطلب من مقدمي برامجنا ومخرجينا الأفاضل “رد قضاء” تلك الألوان بالعودة لأساسيات المنهج الثلاثة لأي مرئية تلفزيوينة تنشد مقاربة الكمال وهي “العمق + التكوين + التباين”، لكننا مؤكد سنسألهم “اللطف” وتجنيب أعيننا بهرج الألوان على الأقل في اللقطات المقربة التي تتحول إلى “مكهربة”.