|


2013.04.19 | 06:00 am

من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يتفق اثنان أو ثلاثة يجتمعون في مكان واحد على برنامج تلفزيوني واحد، قد يكون منوعاً أو سياسياً أوخلافه، فكيف إذا كان المستهدف هو برنامج رياضي يومي أو حتى أسبوعي، فهذا يأتي وفق أذواق ورغبات وميول كل شخص حتى وإن توافقت الميول أواتحدت.
وأنا التقيت بكثير من متابعي تلك البرامج الرياضية التي تعرض بشكل يومي في عدد من القنوات الرياضية ولم أجد اثنين يتفقان بشكل مطلق على برنامج واحد، وإن اتفقا في المسمى فلابد أن يختلفا حول المقدم أو المحاور أو الضيوف.
هو بالفعل شأن شخصي لا يمكن أن يصادر هذا الرأي أو ذاك، وحتى في المنزل تحتار أحياناً في تحقيق رغبات من حولك، فكيف وإذا من تحاور هم شباب في عمر الزهور لهم أطروحات وآراء من البديهي أن نستمع إليها ونناقشها حتى نصل في النهاية إلى ما تريد؟
هذا يهوى اسم البرنامج، وهذا معجب بمقدمه، وآخر لا يطيق إطلالة ضيف يحاول فرض آراءه شاء من شاء وأبى من أبى، وآخر لا يعجبه وقت البرنامج، وآخرون يصفون بعض البرامج بأنها مكررة ومملة.
ليت تلك القنوات تفتح خطاً ساخناً مع أولئك فلديهم من الإقناع والمناقشة المتزنة ما يرفع رصيد تلك البرامج من أعداد مشاهديها بدلاً من الإصرار على هذا ما لدينا وإن لم يعجبك فالريموت بيدك وبإمكانك الانتقال لقناة أخرى أو برنامج آخر وإن أردت فأغلق جهاز التلفزيون واذهب لتنام ملء جفونك، فغداً دوام أو دراسة واترك لغيرك متابعة ما لا ترغب أنت أن تشاهده.
هي بالفعل معادلة مستحيلة إلا أنها في النهاية (بضاعة) ولولا اختلاف الأذواق لبارت (السلع).
حقيقة متعب ومرهق هذا الكم الكبير من البرامج الرياضية اليومية، تلهث خلف الخبر وتجند طاقاتها البشرية والفنية لتصل في نهاية يوم حافل إلى مادة لا تتجاوز في مجملها دقائق معدودة قد لا تعجب هذا ولا تقنع ذاك أو ربما تمر مرور الكرام إلا أنها في النهاية ضريبة العمل الصحفي الذي قطعاً لا يتوقف وليس له سوى سويعات لالتقاط الأنفاس.