صوت
طال عهدي بمشاهدة مذيع يمارس فضيلة التقديم البرامجي على قناة رياضية، بحيث يجبر الضيف على السير وفق ما يهوى.. ووفق ما تشتهي سفن الإنصات المهيب.. والمتابعة الجيدة لما يمنح ويقدم من متعة.. متعة تقذف بالأعزاء المشاهدين.. في حال فقدها وافتقادها.. بعيدا عن الثنائي معا.. "الضيف والمقدم" في حالة شبه اعتزالية.
أذكر تماماً.. حلقات سابقات ومشاهدات صالحات.. في أوقات عز ذكرها وتذكر جميل ما حملت.. كيف أن ضيوفاً لا يتلجلجون.. تمكنوا وبما يحوزون من مهارات ومقدرات.. من توجيه بوصلة المذيع وموضوعه باتجاه ما يريدون.. لكنهم لم يكونوا وعلى كثرة ما يملكون.. ليتجرؤوا على ذلك.. لولا أن إغراءً بعينه.. دفعهم ليتثملوا قول بيت الشعر الشهير.. يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
لكن الذي لفت انتباهي حقاً حين حدث ما حدث .. كان ذلك الداعي العجيب الذي توفر لهم، لقد نفذوا من بين "ثغرات" ضعف الإعداد والتحضير وثنايا "غفلات" انعدام الحضور والحبور لمقدم البرنامج المغلوب على أمره و"مقدراته". ولعله ما دفعني وغيري للسؤال أيضا: كيف اجتاز هذا المذيع اللميع أو ذلك المتحذلق البديع.. شروط واشتراطات الأداء والقدرات التي تراعى ضمن ما تراعى فيمن يديرون هكذا برامج؟
أنتظر وينتظر كثيرون أن يهبط "وزر" الإجابة التي "تطقطق" لها عظام ظهر "الحقيقة" من أي فضاء جاءت.. على كل من حمل كتاب إبداعه "بيساره" فقرا في "دم" الموهبة، بينما المشاهدون غير الأحرار في أذواقهم غرقى في بحور انتظار المفيد من "عافية" المشاهدة.. ممدودة بـ "يمينه" الذي يشهد له لا عليه.