|


الفرج يتهم ومشادة بين العجمي ورياض

2013.06.13 | 06:00 am

يقر الكثيرون بأن متعة البرامج الرياضية تكمن في الإثارة البعيدة عن التجريح، فمجرد وجود الإثارة التي تصنعها الأحداث وسيلة لجذب الجمهور وزيادة شعبية البرنامج وفرصة لثراء عرضه ومعروضه، وعلى العكس تماماً تأتي البرامج التي تستخدم الإثارة الضارة بحثاً عن ذيوع وشهرة مجانية للبرنامج المعين ودون بذل أدنى مجهود حقيقي، لتصبح المعادلة أمام هذه البرامج ممثلة في كيفية توزيع همها بين تحقيق معدل إثارة جاذب وفي ذات الوقت لا يتخطى حدود المعقول بحيث لا يسيء أو يجرح مشاعر الضيف أو الجمهور.
محاور وقضايا



يمنع البرنامج الرياضي الوقوع في فخ التهريج والانصرافية تحديده المسبق للمشاكل والقضايا الساخنة والتي غالباً ما تكون حديث الساعة. مثل هذه البرامج الطازجة ذات الإعداد الجيد والتحضير المدروس والتي تراعي عنصري الزمن والحدث تمكن المتلقي من التفاعل وتثري ساحة الضيف ومقدم الحلقة بالموضوعات الهادفة.. كما أنها تتيح مجالا لمداخلات الجمهور وتقديم وجهة نظره في القضية المثارة أو التي تكون قيد البحث والتناول. الإعداد الجيد يستلزم فكرة جيدة ومحاور متسلسلة تمكن من مناقشتها بشكل منطقي وإيجابي وبمنأى عن أي مؤثر كالميول أو العلاقات أو المصالح وتسهم في تقديم خدمة إعلامية مميزة.



اختيار الضيوف



لا يعني إعداد فكرة جيدة ومحاور مميزة نجاح البرنامج في تحقيق المتعة أو حصد أعلى متطلبات الإثارة فالمطلوب أيضا أن يراعى فيه اختيار الضيوف الذين يمنحون الإضافة نتيجة تمتعهم بالقدرة الكافية على الربط والتحليل وتقديم المعلومة المناسبة وبالكيفية التي تصل لجمهور المشاهدة. يدخل في هذا نوعية الضيوف وتاريخهم الرياضي وخبرتهم ومؤهلاتهم وموقفهم من القضية محور النقاش لما لهذا من تأثير مهم على مجرى الحوار والقضية المطروحة للتداول، ويسبق اختيار الضيوف بالطبع اختيار مقدم البرنامج الذي يكون لثقافته ومعلوماته وقدراته وإمكانياته ومؤهلاته وأسلوبه وقدرته على إدارة الحوار باستخدام المفردات السهلة وتناول المحاور بتسلسل بحيث تجعله أكثر تشويقا وجذبا، يكون لها دور حاسم ومحوري في نجاح الحلقة أو البرنامج.



اختلاف الإثارة



تسبب قبل ثلاث سنوات مذيع القناة الرياضية السعودية ومقدم برنامج (في الثمانيات) محمد الدرع في انسحاب أحد الضيوف واعتذاره من عدم تكملة الحلقة.. الإعلامي عبدالله الفرج الكاتب بجريدة (الرياض) كان الضيف المنسحب بسبب ما أسماه تحيز وسخرية مقدم البرنامج متهماً إياه وقتها بعدم منحه الفرصة في توضيح وجهة نظره بعد مداخلة أمين عام لجنة المنشطات السعودية بدر السعيد في قضية حسام غالي. الفرج اعتبر أنه منع المداخلة مع السعيد بسبب المذيع كما قال إنه تعرض لسؤال ساخر من الدرع حول اختصاصه بالمنشطات؟ تواصلت الإثارة مع المذيع والضيف لكنها انتهت بغير ما تشتهي سفن مشاهدة الجمهور حيث انسحب الفرج وتم إنهاء الحلقة قبل موعدها.
انسحاب آخر



قبل 6 أشهر تكرر المشهد باختلاف بسيط عن سابقه وكانت ساحته هذه المرة حلقة من حلقات برنامج (المجلس) الذي يذاع على قناة الكأس القطرية حيث حدثت مشادة حادة بين ضيوف البرنامج ومقدمه خالد جاسم، على الهواء مباشرة انتهت بانسحاب أحدهم على الهواء. وكانت المشادة قد نشبت بين الناقد الرياضي مرزوق العجمي، والمحلل العراقي الدكتور رياض، بعد وصف الأخير له بالأحمق قائلاً” أخ مرزوق العاقل إذا أخطأ تأسف والأحمق إذا أخطأ يتفلسف”. وأثارت الحلقة ردود فعل متابينة بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الوقت الذي وصفه البعض بانهيار أسلوب الحوار بين مقدمي وضيوف البرامج الرياضية خلال الفترة الأخيرة رأى آخرون أن الأمر لا يعدو كونه مجرد دعاية للبرامج الرياضية لزيادة نسبة متابعيها.
تحقيق المعادلة
تضع الحادثتان السابقتان وغيرهما من الحوادث المشابهة برامج الرياضة خلال جنوحها نحو الإثارة في منصة النقد والتقويم. والبرنامج الذي ينجح في تقديم إثارة مفيدة وغير ضارة سيمثل إثراء للساحة الرياضية وأنشطتها بينما سيكون مصير نقيضه الانفضاض من حوله ونفاد سلعته. ومؤكد أن كل البرامج أو غالبيتها يطمح في أن يكون رافدا قوياً بحيث يبتعد عن التأجيج والإثارة وحب الظهور والشهرة. وتهدف إلى توسيع الدائرة عند تناول أي قضية بعرض التقارير والموضوعات بكامل الجدية والاحتراف.