القنوات الرياضية للأندية .. فرصة استثمارية تلوح
تحلم الكثير من الجماهير بمشاهدة قنوات فضائية خاصة بانديتها بحيث تقدم لها وعبر برامج منوعة كل ما يشبع نهمها وما يرتبط بأنديتها وانشطة فرقها المختلفة من معلومات وفعاليات. يدخل في ذلك تاريخ هذه الاندية وحاضرها ونجومها عبر الحقب والتاريخ اضافة الى الرجال الذين صنعوا امجادها والفعاليات التي ارتبطت بها وغير ذلك الكثير مما يدخل في صناعة الميديا ويلبي احتياجات هذه الجماهير. بالمقابل تطمح ادارات هذه الاندية في ايجاد عائد استثماري كبير في حال تم انشاء هذه القنوات لاحتكار البث او اعتبارها وسيلة ضغط ومصدر قوة عند التفاوض لبيع حقوق البث.
احتكار البث
ينظر كثير من الاداريين الى ان انشاء قنوات خاصة بالاندية يشكل كرت ضغط على القنوات الرياضية المتخصصة في نقل الاحداث والفعاليات. ويظن بعضهم ان بالامكان احتكار قنواتهم الخاصة لانشطة فرقهم وكل ما يتعلق بنجومهم وافكارهم الاستثمارية. ويبدو مثل هذا التفكير مشروعا على مستوى الطموح والخيال لكن تجربة عمل قناة احترافية للنادي قد تصطدم بعائق كون النادي نفسه لم يكتمل تأهيله بشكل احترافي كمؤسسة استثمارية ليمارس دور الاستثمار في هذا المجال. فالثابت ان تكلفة انشاء قناة رياضية متخصصة للنادي تخصم كثيرا من ميزانيته ان لم يكن هو نفسه قد تحول الى مؤسسة هدفها الربح ولعل هذا ما تطالب به الفيفا كي تتحول الاندية الى منشآت استثمارية ضخمة.
التسويق واهميته
يرى خبراء الاقتصاد ان التسويق يعني ضمن ما يعني فن توظيف الخيال في سبيل الرقي بالمنظمة بشكل عام أو بالمؤسسة الاقتصادية بشكل خاص وتحقيق ازدهارها من خلال ادارة متكاملة تؤدي باحترافية واتقان. وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على التسويق الرياضي في الاندية الرياضية... وللتسويق الرياضى بحسب هؤلاء أهمية كبيرة جدا ( اقتصاديا واجتماعيا)، كجذب الاهتمام نحو ممارسة الرياضة وتوفير مصدر لتنمية موارد المؤسسة الرياضية، اضافة الى تنفيذ خطط ألمؤسسة الرياضية والارتقاء بمستواها وبخدماتها، وتدعيم ايرادات الدولة من الضرائب ، وتوفير فرص عمل مختلفة والقضاء على البطالة وأخيرا التفاعل الاجتماعى بين المؤسسة الرياضية و المستهلكين من عامة الشعب والمواطنين.
التجربة الأوربية
الاندية الاوروبية ورغم خبرتها الطويلة الا ان القليل منها يملك قنوات رياضية احترافية وحتى هذه القنوات فان بعضها يقدم خدمات اخرى مقابل اشتراك رمزي يدفعه الجمهور، لكن هذه الخدمات في الكثير من الاحيان لا ترتبط باحتكار بث مباريات الفريق وانشطته فقد يكون بيع حقوق البث لعدد من القنوات أجدى من الاحتكار لقناة النادي حتى وان تم الانتاج الحصري لها ولهذا ليس بالضرورة ان ترتبط قناة النادي بنقل مبارياته وان يكون ذلك احد اهدافها الاستثمارية والكثير من التجارب تؤكد ذلك.
تنوع المعروض
الاندية الاوربية تفعل مثل ما تفعل العربية اذ تستخدم الشركات الراعية للبطولات المحلية والدولية وسيلة للحصول على عائد مادي مقابل وضع شعار الرعاة على القمصان وكلافتات بالملعب كما تقوم شركات الاندية الرياضية ببيع منتجات معينة تحمل الشعار الخاص بالنادي كالقمصان والاحذية، اما التسويق التلفزيوني فيرتبط ببيع النادي لحقوقه التلفزيونية حيث يتعاقد مع قناة او مجموعة قنوات تقوم لتغطية مبارياته وتدريباته وجميع انشطته والاندية الاوربية رغم ان غالبيتها انشأت محطات تلفزيونية خاصة بها كقناة الريال والبارسا والميلان واجاكس امستردام، الا انها وكما اشرنا لا تمنح قنواتها الخاصة حقوق احتكار البث.
فرصة تلوح
تلوح فرصة كبيرة امام القنوات الرياضية محليا وخارجيا للاستثمار في شعبية الانشطة الرياضية ومدى ارتباطها باكبر قطاع من المتابعين فالتجربة تقول ان البرامج الرياضية وسيلة للوصول إلى شريحة كبيرة واكثر اهمية، حيث إن أغلب متابعيها من الشباب الذين هم النسبة الأكبر سواء في السعودية او على المحيطين العربي والعالمي, ولهذا يؤدي التخطيط الجيد واستحداث وسائل الجذب المناسبة الى نجاح الاستثمار والتسويق في هذه القنوات التي يقصدها اصحاب السلع والخدمات والمنتجات بمختلف انواعها للوصول الى اكبر قطاع من المستهلكين.
برسا “تي في”
تعد قناة نادي برشلونة الاسباني واحدة من القنوات المميزة للاندية ولعلها تشكل نموذجا لما يحلم به المشاهد العربي او السعودي ويتخيل وجود مثيل لها باحد اندية بلاده، ولقناة (برسا تي في - Barca TV) مكان خاص على الموقع الرسمي للنادي الكاتالوني لكن مباريات البارسا لا تذاع عليها مباشرة لكنها تبث مسجلة بعد المباراة بساعتين وفي بعض الأحيان بأربع وعشرين ساعة. والنادي الكتالوني يستفيد من نقل المباريات على قنوات أخرى تدفع الملايين أكثر مما تنقل على قناته ويخسر كل هذه الملايين.
التجربة السعودية
يمكن بقليل من التخطيط استثمار فكرة القناة الكاتلونية في القنوات الخاصة بالاندية صاحبة المبادرات في هذا الشأن ليستفيد الهلال أو النصر أو الاتحاد من قنواتهم بالشكل الأمثل ويضاعفون من فوائد بث المباريات بوضع خيارات الحصرية او بيع الحقوق كما تفعل قناة البرسا خاصة وان هذه الاندية نفسها لم تكمل بعد متطلبات التحول الى مؤسسة استثمارية او احترافية بالكامل.