|




البصاص اختصر المسافة

2013.04.20 | 06:00 am

‎يعتبر لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي مصطفى بصاص من أميز العناصر الشابة حاليا في الدوري السعودي، ورغم صغر سنه وقلة خبرته إلا أنه استطاع أن يختصر طريق النجومية وينطلق بسرعة الصاروخ بفضل تألقه داخل المستطيل الأخضر، ورغم مشاركته مع الفريق الأول لأول مرة في الموسم الماضي، إلا أنه قدم مستويات ملفتة وكان نجما بارزا وأصبحت موهبته تتفجر من مباراة لأخرى، ولم يكتف بتألقه محليا بل تضاعف خلال مشاركته في دوري أبطال آسيا ليصبح حاليا رقما يصعب تجاوزه في تشكيلة الأهلي، ويتوقع الخبراء أن يكون في القريب العاجل النجم الأول في الكرة السعودية إذا ما حافظ على مستواه وطور نفسه، وبصاص يمتلك كاريزما خاصة وإمكانيات فنية كبيرة ظهرت بشكل واضح خلال مشاركته مع الفريق في العديد من المواجهات والتي تجلى فيها بفضل الإمكانيات التي يتمتع بها وقدرته على صنع الفارق لفريقه من خلال مجهوده الوافر وتأديته للأدوار المطلوبة منه، ويعد نموذجاً للاعب المتطور لأنه يحترم موهبته ويعتني كثيرا بنفسه ويحرص على تطوير مقدراته، وأن هذه الميزات جعلته مفضلا لكل المدربين، ويكفيه فخرا أن أي مدرب أشرف عليه كان يمتدح موهبته ويثني كثيرا عليه.



بداية ناجحة
كانت بداية المشوار الرياضي لمصطفى بصاص في أكاديمية النادي الأهلي لكرة القدم، والتي دلف بوابتها وعمره لم يتجاوز الـ(12) عاماً، وكعادة الأكاديمية نجحت في صياغة موهبته وعززت قدراته وإمكانياته وجعلت منه لاعبا ناضجا ووضعته في الطريق الصحيح، لأن القائمين على أمرها كانوا يديرونها باحترافية كبيرة، وكانت الأكاديمية بمثابة المحطة الأساسية التي صقل من خلالها موهبته وعزز قدراته وإمكانياته الفنية، وفي موسم 2008 انضم بصاص لفريق الناشئين، وكان وقتها يلعب في خط الهجوم ثم تحول بعد ذلك إلى خط الوسط برؤية فنية من المدرب أندريه (هولندي) الذي تنبأ له بمستقبل كبير بعد أن نجح في الخانتين، بل أصبح يلعب بامتياز في أي مركز يوضع فيه، لدرجة أنه لعب قلب دفاع وظهيراً أيمن، وبعد نصيحة بعض الفنيين أصبح يركز على اللعب في خانتي الوسط والهجوم، وفي عام 2010 تم تصعيد بصاص مع اللاعبين المنتقلين لدرجة الشباب وواصل تألقه ومستوياته المميزة من خلال مشاركته مع الفريق في المنافسات المختلفة.



الخطوة الدولية
بعد المستوى الكبير الذي قدمه مع فريق الشباب، اختاره المدرب الوطني فيصل البدين ضمن المنتخب الوطني للشباب الذي شارك في البطولة العربية بتونس ونال المركز الثاني، كما تم اختياره للمشاركة في نهائيات كأس العالم للشباب بكولومبيا وقدم مستويات مبهرة وجدت الإشادة والتقدير من الجميع وخاصة مدربه خالد القروني، ليصبح بعدها لاعبا أساسيا، ثم شارك بعدها في بطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية التي أقيمت الموسم الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، ونجح في قيادة المنتخب لتحقيق البطولة، حيث كان وقتها قائدا كما تم اختياره أفضل لاعب في البطولة، وواصل بصاص ترقيه للأمام ليتم اختياره للمنتخب الأول من قبل المدرب الكبير ريكارد (هولندي).



مقارعة الكبار
بعد النجاحات الكبيرة التي حققها مع المنتخب الوطني للشباب تم تصعيده للفريق الأولمبي بالنادي الأهلي، وفي وقت وجيز نجح في حجز مكانه في التشكيلة من خلال الأداء الرائع الذي قدمه لتلتقطه أعين مدرب الفريق الأول وقتها جاروليم (تشيكي) الذي طالب بضرورة انضمامه للفريق الأول رغم مشاهدته المحدودة له، وكان جاروليم مراهنا عليه كثيرا ويعتبره مشروعاً للاعب كبير، وظل يدفع به في لحظات محدودة لكنه كان يقدم مستويات كبيرة، وسرعان ما دفع به كلاعب أساسي في خط الوسط ولم يخذله بل تطور مستواه كثيرا، وحتى عندما كان يوجهه المدرب باللعب في مركز الظهير الأيمن يلعب بتميز ليصبح بعدها لاعباً جوكر، ولم يخرج من التشكيلة إلا عندما يتعرض للإصابة.



حضور لافت
لم يكن اختيار جاروليم له ليصبح مع الفريق الأول مجاملة له، بل لأنه فرض نفسه بقوة من خلال أدائه وانضباطه، وحتى بعد رحيل المدرب التشيكي وحل المدرب اليكس (صربي) بديلا عنه، ظل بصاص محافظا على مكانته في التشكيلة الأساسية للفريق رغم وجود نجوم كبار في الخانة التي يلعب فيها، ولم يكتف بتألقه فقط في خط الوسط، وعندما تعرض المهاجمون فيكتور سيموس وعماد الحوسني وبدر الخميس للإصابات دفع به المدرب في خط الهجوم وكان عند حسن ظنه بعد أن تألق بشكل كبير.



صفات آحادية
لم يكن ما حققه مصطفى بصاص من نجاحات غير مسبوقة أن يمر مرور الكرام دون أن ينال تحفيزا على ذلك، فتم منحه جائزة الكرة الذهبية باعتباره أفضل لاعب في الفريق، وهي الجائزة التي يمنحها منتدى الإمبراطور الأهلاوي لتكون نجوميته بشهادة المدربين والجمهور، بل إنه استحق هذه الجائزة بدون أي منافسة مع لاعب آخر، لأن ما قدمه يفوق سنوات عمره.



ميزات نادرة
بعد أن قام المدرب جاروليم باختياره للفريق الأول قال عنه إنه يمتلك قدرات فنية هائلة جعلته مقتنعاً تماما لاختياره للمشاركة مع الفريق الأول رغم أنه لايزال يلعب مع الأولمبي، مؤكدا أنه يتمتع بمهارات فردية رائعة وأداؤه نموذجي داخل المستطيل الأخضر، وسرعان ما نجح في فرض نفسه كلاعب أساسي، ويواصل جاروليم حديثه “الجرأة والإقدام في اتخاذ القرار والإجادة سواء بالتصويب أو التمرير أو المراوغة كانت كلها عوامل ساعدته على تحقيق النجاح بجانب تنفيذه للأدوار المطلوبة، وما يميزه من بقية زملائه إجادته اللعب في أكثر من مركز وهذه ميزة فنية نادرة تجعل من اللاعب لاعب كل المدربين، لأنك أثناء اللعب تحتاج لتغيير خانات اللاعبين، وعندما يكون لديك لاعب يشارك في أكثر من خانة تكون حريصا على الدفع به منذ البداية لأنه يساعدك في عملية التغيير”.



رقم صعب
أما المدرب الوطني يحيى عامر يؤكد أن مصطفى بصاص يمتلك كاريزما خاصة، وإمكانيات فنية كبيرة ظهرت بشكل واضح خلال مشاركته مع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي وخلال العديد من المواجهات الصعبة التي تجلى فيها بفضل الإمكانيات التي يتمتع بها وقدرته على صنع الفارق لفريقه من خلال مجهوده الوافر وتأديته للأدوار المطلوبة منه في خط الوسط بشكل أكثر من رائع وخاصة في ما يخص التناغم والتغيير السريع والمتقن الذي يحدثه بين الأدوار الهجومية، إضافة إلى فكره العالي وحسن تصرفه في كل الكرات التي تصله واتخاذه القرار الأمثل والأكثر إيجابية داخل المستطيل الأخضر، لافتاً إلى أن اللاعب إذا واصل عطاءاته بالصورة التي أظهرها خلال الفترة الماضية فإنه بلاشك سيكون رقماً صعباً في الكرة السعودية خلال السنوات المقبلة.



مترجم رائع
من جانبه، أشاد مدرب أكاديمية النادي الأهلي اللاعب الدولي السابق صالح المحمدي بالمستويات الرائعة التي يقدمها اللاعب مصطفى بصاص، وقال: “البداية الصحيحة والمفاهيم التي اكتسبها من الأكاديمية ستجعل منه لاعبا كبيرا، خاصة أنه برز في سن مبكرة ونجح في إقناع كل المدربين الذين أشرفوا على تدريبه سواء في الأكاديمية أو في فرق الأهلي المختلفة أو المنتخبات الوطنية، ليصبح حاليا لاعبا أساسيا في تشكيلة الفريق الأول، وقريبا سيحجز مكانته كأساسي أيضا في تشكيلة المنتخب الأول”.
وأشار المحمدي إلى أن بصاص يعتبر نموذجاً للاعب المتطور لأنه يحترم موهبته ويعتني كثيرا بنفسه ويحرص كل الحرص على تطوير مقدراته، وهذه الميزات جعلته مفضلا لكل المدربين، ويكفيه فخرا أن أي مدرب أشرف عليه كان يمتدح موهبته ويثني كثيرا عليه، بجانب أنه لاعب منضبط جدا ولايتأخر في حضور التدريبات، ولم يحدث أن أثار مشكلة مع أي شخص، وهذه الميزات هي مواصفات اللاعبين الكبار، وأثق جدا أن بصاص سيكون يوما ما اللاعب الأول في السعودية، لأنه ليس من الساهل أن يجمع أكثر من 10 مدربين ومن بينهم خبراء كبار على موهبة لاعب ويتنبأوا له بمستقبل باهر.