الجابر مدرب وأكثر
يبدو أن هناك سلسلة من المهام والملفات الساخنة تنتظر المدير الفني الجديد للفريق الهلالي سامي الجابر والذي أحضر لمعالجة أوضاع الفريق الفنية، بيد أن المدة الزمنية القصيرة التي قضاها كانت كفيلة بأن تكشف له بواطن خلل في العديد من أوجه البيت الهلالي، ولم يقتصر مشرط الجابر الطبي على علاج الهلال المعتل فنيا منذ موسمين بل تحرك مشرطه نحو العديد من منافذ العمل الإداري في النادي، ومن أوجه تلك القصور السياسة الإعلامية للنادي.
ولعل الجابر الذي جاء ليحل مشاكل الهلال الفنية أدرك أن أحد أهم عواملها حالة اللامبالاة التي ظهرت واضحة على محيا الفريق الموسم الماضي كانت نتيجة (الترف الإعلامي) الذي عاشه لاعبو وإدارة الهلال، فتضخيم الإيجابيات والمكابرة عند السلبيات خلق انطباعا للمتواجدين في البيت الأزرق بأن جميع مايقومون به كان إيجابيا، بيد أن النتائج في نهاية الموسم الماضي جاءت خلافاً، وذلك بالخروج ببطولة يتيمة على غير العادة لتشكل صدمة للإدارة (المغردة) ولاعبين بحثوا عن التواجد الأمثل لصورهم في وسائل التقنية الحديثة مهمشين دورهم الأساسي المناط بهم داخل الملعب، في ظل غياب تام لدور مدير المركز الإعلامي الذي كان لزاما عليه أن يقود بوصلة تلك العملية الإعلامية.
إن القصور الواضح في مهام المسؤول الإعلامي بالنادي خلق نوعا من الفوضى في البيئة الإعلامية للنادي الموسم الماضي، فالهلال أصبح مخترقا بسهولة، قابله حال امتناع من التعاطي مع وسائل الإعلام مما أفرز شرخا في العلاقة بين النادي وعدد من الوسائل قبل أن يساهم فهد المفرج في سد جزء من تلك الفجوة فور توليه مهامه وسط تفرغ المسؤول الإعلامي للمناكفات مع الخصوم وسحب فريقه إلى مساحات مشحونة خلاف مهام عمله الذي يتطلب منه العقلانية ومحاولة عزل فريقه عن الدخول في المهاترات.
المتتبع لتحركات الجابر يدرك أنه سيحدث حراكا في هذا الجانب، بيد أنه مطالب وهو الذي عاش وتعايش مع الإعلام أن لايحدث حالة من العزلة الفنية للنادي حتى لاتؤثر سلبيا، فما حدث من إرهاصات الموسم الماضي كان نتيجة سوء الإدارة الإعلامية وليس بسبب الإعلام.