النصراويون أجبروني على الاعتزال

أكد اللاعب السابق بالفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر منصور الموسى أن عدم إيفاء إدارات النادي بحقوقه المادية ورواتبه خلال لعبه للنادي في موسم 1420 هو سبب اعتزاله المبكر لكرة القدم على الرغم من أنه لم يتجاوز الـ29 عاما .. وشدد الموسى في لقائه مع "الرياضية" أنه عانى لأكثر من 15 عاما من المماطلة وعدم تسليمه رواتبه السابقة حتى فقد الأمل في الحصول عليها.
وشدد لاعب النصر الذي قدم له من النجمة أن الجيل الحالي لا يقارن بالأجيال السابقة بسبب تضخيم الإعلام لهم بشكل مبالغ فيه وغير مستحق.. الموسى تحدث عن واقع الكرة السعودية وعن توقعاته للدوري عبر اللقاء التالي:
ـ أين أنت من الساحة الرياضية؟
بدأت ممارسة كرة القدم وأنا صغير في السن وضممت للمنتخب مبكراً ولهذا عانيت من كثرة المعسكرات وأصابني الملل والتشبع وفكرت في الابتعاد عن الوسط الرياضي والتفرغ لأعمالي الخاصة، فأنا بطبعي إذا شعرت أنني أتواجد في مكان ولست قادرا على الإنتاجية أفضل الابتعاد.
ـ هل كان التشبع سببا في اعتزالك المبكر أم هناك أسبابا أخرى؟
السبب الرئيسي هو اختلافي مع إدارة نادي النصر في وجهات النظر بسبب عدم استلامي حقوقي حيث لعبت للنصر موسما كاملا، في العام ١٤٢٠ ولم أستلم حقوق انتقالي بعد توقيعي للنصر قادما من نادي النجمة بالإضافة إلى رواتبي الشهرية والتي وطالبت بها الإدارة ولكنها لم تمنحني حقوقي، فرفضت العودة للتمارين وفضلت الابتعاد، أيضا عانيت من بعض الإصابات وهو ما شجعني على عدم العودة وفضلت الابتعاد رغم أنني لم أتجاوز الـ٢٩ عاما حينها.
ـ ألم يطالبك النصر بالعودة؟
بالفعل تحدث معي مدير الكرة وقتها خالد الهزاع يطلب عودتـي للتمارين لكننـي طالبت بتحويــل مستحقاتي الذي حددتها لجنة الاحتراف بعد انتقالي من النجمة في حسابي حتى أعود للتمارين، لكنهم رفضوا تحويل المستحقات فتمسكت برأيي وفضلت الابتعاد فمن المستحيل أن أعود وأنا لم أستلم مستحقاتي من الانتقال مع تأخير في الرواتب كذلك.
ـ هل مازلت تطالب النصر بمستحقاتك أو حصلت عليها؟
حقوق انتقالي الذي حددته لجنت الاحتراف حصلت عليه من اللجنة أما رواتبي فتبقى لي ٧ أشهر لم أحصل عليها وسبق أن طالبت بها ولكنها الآن تعتبر قديمة جدا فمنذ ١٥ سنة وأنا أطالب بها.. مع أنه قبل ثلاث سنوات تحدث معي محمد السويلم عندما كان مديرا للكرة في نادي النصر وسألني عن المبلغ وهل لدي ما يثبت وقلت له الذي يثبت ذلك مسيرات الرواتب لكنه تعذر بعدم حصولهم على مسيرات النادي السابقة.
ـ ما الذي حل بفريق النجمة من فريق منافس على الدوري الممتاز إلى فريق في الدرجة الثانية؟
وضع النجمة لا يسر أحدا سواء من أهل القصيم وعنيزة على وجه الخصوص أو حتى محبي الفريق في جميع مناطق السعودية، فالجميع يتعاطف مع الفريق النجماوي لكن أعتقد أن هذه طبيعية في كرة القدم فأغلب الفرق تتعرض إلى هزات والآن في عصر الاحتراف جميع الأندية تعاني ماديا واللاعبون المميزون ينتقلون للفرق الغنية.
ـ أين رجال الأعمال في منطقة القصيم من دعم النجمة؟
كل الأندية تعاني من ضائقة مالية حتى الأندية الكبيرة، فعقود اللاعبين أصبحت مبالغ فيها كثيرا وأحيان تجد ناديا يملك المال لكن ينقصه الفكر والعكس عندما تجد ناديا ينقصه المال لكن يملك الفكر ولن يتحقق النجاح إلى بوجود المال والفكر وأعتقد أن النجمة يحتاج تكاتف الجميع لعودته إلى سابق عهده.
ـ أين لاعبو النجمة القدامى من الوقوف مع الفريق ودعمه بالخبرات وأنت أحدهم؟
موجودون، أنا على سبيل المثال بعد انقطاعي عن مزاولة نشاطي في كرة القدم فترة ثلاث سنوات بعد خروجي من النصر استجبت لدعوة وإلحاح محبي فريق النجمة وعدت للعب مع النجمة كذالك عملت في إدارة الكرة ثلاث سنوات، وصعدنا خلالها للدرجة الأولى مرتين وفضلت بعدها الاعتذار عن عدم مواصلة العمل.
ـ كيف ترى المنافسة في دوري هذا الموسم؟
أعتقد أن المنافسة قوية وعلى أشدها وارتفاع مستوى الشباب والاتحاد والأهلي بالإضافة إلى الهلال والنصر، أعطى مزيدا من الإثارة للدوري ولا ننسى أن الإعلام أعطى إثارة أكثر فالإعلام حاليا يخدم اللاعب الحالي، عكس ما كنا عليه في السابق فالجميع متفق أن إمكانيات اللاعب سابقا أفضل من الجيل الحالي، وقتها تجد في كل فريق ١١ نجماً وليس لاعباً واحداً فقط مثل ما يحدث اليوم في ندرة المواهب، كما أن عناصر الفرق حاليا تتغير كل موسم عكس السنوات السابقة كانت الأسماء ثابتة لفترة طويلة، وهذا الاستقرار ساهم في إنجازات الكرة السعودية السابقة.
ـ هل ترى أن اللاعبين الحاليين رفعهم الإعلام ولمعهم وهم لا يستحقون؟
بالتأكيد هناك نجوم يستحقون ما وصلوا له من نجومية، لكن الغالبية العظمى خدمهم الإعلام، سابقا يلعب اللاعب موسما كاملا ولا أحد يلتفت له حتى يثبت نفسه في أكثر من خمسة مواسم، أما حاليا فتجد لاعبا راوغ في إحدى المباريات أو قدم فاصلا مهاريا وفي اليوم التالي يوصف بالنجم ويضم للمنتخب، لكن يجب ألا ننسى أن اللاعب الحالي يعاني من ضغوطات انفتاح الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لما يصله أو ما يتعرض له من انتقاد عكس اللاعب السابق الذي لا يشاهد ما يطاله من انتقاد.
ـ يظهر تحاملك على لاعبي الجيل الحالي؟
بالعكس ليس تحاملا لكن هذا الواقع، الاحتراف عندما لم يطبق بالشكل الصحيح فتجد لاعباً يوقع عقدا بـ٢٥ مليونا ويلعب عشر مباريات في الموسم فقط وحتى في الدرجة الأولى والثانية نظرة اللاعب أصبحت مادية بحتة، ولا يهمه إلا "كم تدفعون لي" وأنا وقفت على مثل هذه الأشياء أثناء عملي في إدارة نادي النجمة، السابق كان هناك ولاء وروح وأخوة، حتى الجمهور ينصحك ويحفزك ويحضر التمرين ويعتبرونك ابن النادي، أما حاليا فالجميع يفكر في المادة ولو انتقل لاعب من فريقك وقابلته ربما لن يسلم عليك وهذه بسبب الاحتراف وأخطاء الاحتراف.
ـ وما هي الأخطاء التي تسبب فيها الاحتراف؟
كثيرة للأسف فهي ليس في مدة العقود ولا المبالغة فيها، وغيرها من المشاكل ومع احترامي للعاملين في اتحاد القدم وفي لجنة الاحتراف أو حتى في الأندية العاملون الآن ليس لديهم خلفية عن الرياضة، ولم يمارسوا الرياضة وكان يجب أن يؤخذ رأي اللاعبين أصحاب الخبرة مثل صالح النعيمة وماجد عبدالله ويوسف الثنيان وسامي الجابر وفيصل أبو ثنين وحمزة إدريس وغيرهم من اللاعبين كان يجب من الاتحاد السعودي أخذ رأيهم لتطوير كرة القدم السعودية.