الألقاب الوهمية

2015.11.21 | 12:19 pm

ما زلت عند رأيي الذي طرحته سابقاً حول ما يسمى (بشقة الوهم) حيث أنني أعتبرها شقة تعيش على سذاجتنا العربية وتحديداً الخليجية فتخدعنا بالألقاب التي تجعلنا الأفضل على مستوى العالم في كرة القدم بينما الواقع يقول غير ذلك إذ أننا في مواقع متأخرة جداً...
ـ قبل عقود من الزمن كانت مجلات عربية رياضية متخصصة (تستغفل) الوسط الرياضي الخليجي بمنح لاعبيه لقب أفضل لاعب عربي لدرجة أنك تجد لاعباً قطرياً يفوز باللقب في النسخة الموزعة في الأسواق القطرية ولاعباً سعودياً يفوز باللقب في النسخة الموزعة في الأسواق السعودية...
ـ تطور الأمر من المجلات ووصل لتلك الشقة (الوهمية) ...
ـ نالت الشقة الوهمية شهرتها وصيتها من الإعلام الرياضي السعودي من خلال منح أنديتنا ونجومنا ألقاباً عالمية لم نسمع أي وكالات أنباء عالمية تتحدث عنها حتى باتت أنديتنا تتفوق على أشهر وأعظم الأندية العالمية ومنحت الشقة (الوهمية) بعض لاعبينا إنجازات عالمية جعلتهم يتفوقون في الإنجازات والشعبية على نجوم العالم...
ـ من صفقوا بالأمس للألقاب الممنوحة من شقة الوهم سيرفضون اليوم ألقاباً تمنحها هذه الشقة للاعبين في أندية منافسة...
ـ ومن رفضوا ألقاب الأمس سيصفقون لألقاب اليوم...
ـ علينا أن نرفض ألقاب اليوم والأمس لأنها تخدعنا وتخدع نجومنا وتشعرنا بأننا في وضع كروي جيد ونحن عكس ذلك تماماً...
ـ ومثلما رفضت (في السابق) أي مكتسب منحته تلك الشقة لأنديتنا ومنتخباتنا ولاعبينا فإنني أرفض أن يكون السهلاوي (كنجومية) هو هداف العالم...
ـ نعم بالأرقام هو هداف العالم لموسم 2015م لكن هذا اللقب مخادع أكثر منه إيجابيا...
ـ ما هي المنتخبات التي يواجهها أي لاعب آسيوي (السهلاوي أو غيره)، تيمور الشرقية وماليزيا وبوتان وغيرها من المنتخبات التي تستقبل أهدافاً بالجملة فتمنح لاعباً آسيوياً (أياً كان ذلك اللاعب) لقب هداف العالم...
ـ لو أن نجماً عالمياً كرونالدو أو ميسي لعب ضد هذه المنتخبات لربما حقق لقب هداف العالم برصيد يتجاوز 50 هدفاً بل لو أن لاعباً من دول اوروبا أو امريكا الجنوبية المتوسطة في كرة القدم لعب ضد هذه المنتخبات لحقق لقب هداف العالم بعدد وافر من الأهداف...
ـ علينا أن لا ننخدع بهذه المكتسبات الوهمية التي تجعل لاعبينا في المقدمة ليس لأنهم متميزون ولأنهم الأفضل بل لرداءة وضعف مستوى المنافسين...
ـ أنا لا أشكك إطلاقا في موهبة المتميز محمد السهلاوي لكن عليه أن لا يصدق مثل هذه المنجزات ويركن إليها معتقداً أنه حقق بالفعل إنجازاً عالمياً...
ـ على السهلاوي (الذي أعرف نضجه) أن يتعامل مع مثل هذه المكتسبات على أنها خطوة بسيطة جداً على طريق (الشهرة) فقط... ولا أعلم حتى هل جماهير الكرة العالمية ووكالات الأنباء ذكرت أن (السعودي) السهلاوي هو هداف العالم لموسم 2015م أم لا؟ لأنني أعلم أنهم في العالم المتحضر يتعاملون (فقط) مع المكتسبات المسجلة عالمياً ووفق معايير محددة ويتجاهلون مثل هذه الألقاب التي تتحقق دون مساواة في المعايير وتمنحها شققاً وهمية... فارق كبير أن تقابل بوتان بين أن تقابل فرنسا أو انجلترا أو حتى اندورا...
ـ أما طريق النجومية والعطاء الفني لنجم كبير كالسهلاوي فأعتقد أنه ما زال في بداية المشوار ويستطيع السهلاوي أن يصل لنجومية أكبر متى تعامل مع مثل هذه المكتسبات بعقلانية ورجاحة عقل ومتأكد أنه كذلك...


الألقاب الوهمية