السبيعي وأبكر .. نموذجان للاستهتار والطموح
الرياض ـ ناصر العساف
في الوقت الذي سجل فيه العداء السعودي الشاب عبدالله أبكر (19 عاماً) نفسه كأسرع لاعب سعودي في تاريخ أم الألعاب السعودية عندما حطم الرقم السابق والمسجل باسم سالم اليامي في الأسياد الآسيوية 2002م بزمن 10.13 ث في سباق 100 متر مسجلاً زمناً جديداً 10.04 ث في لقاء منتساك الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية وهو الرقم الذي أهله لأولمبياد ريو 2016م،
كان زميله العداء فهاد السبيعي يتحسر على ضياع الفرص المتاحة أمامه لتحقيق ذات الإنجاز والتأهل لأولمبياد ريو2016م حيث كان السبيعي مؤهلاً لبلوغ الأولمبياد ولكن الاستهتار والتحجج بالظروف الواهية والأعذار البليدة جعلته يفيق على صدمة متأخرة بتأهل زميله. وكان نجم العداء السبيعي قد بزغ حينما حقق فضية دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في أنشون بكوريا الجنوبية في سباق 200م وبعدها حقق العديد من الإنجازات في سباقي 100م و200م كان آخرها في دورة الألعاب الخليجية الأخيرة وبعدها توقف طموح العداء السبيعي حين ظن أنه بلغ المجد متناسياً أن العدائين المتميزين القلائل بالعالم لم يبلغوا النجومية إلا بالتضحية والصبر.
وبينما كان زميله أبكر يتدرب يومياً كان السبيعي بين أصدقائه وفي منزله ولم ينتظم بالتدريبات الخارجية رغم تجهيز وتوفير جميع الإمكانات له من قبل الاتحاد السعودي لألعاب القوى الذي كان يضع آمالاً قوية على السبيعي بأن يكون أول المتأهلين للأولمبياد مما ضيع على نفسه فرصة تاريخية ولا سيما أن عمره يقارب الـ 20 عاماً ولكن الطموح لديه والهمة لم يكونا عاليين أو بمثل ما هو موجود لدى أبكر الذي أبهر العالم بسرعته رغم صغر سنه ليحقق الإنجاز الثاني له هذا العام بعد أن تأهل لبطولة العالم للشباب التي ستقام في بولندا في يوليو المقبل حيث سيشارك في سباقي 100م و200م ومؤهل بأن يحقق نتائج رائعة ويعد أبكر أصغر اللاعبين المتأهلين للأولمبياد المقبل في هذا السباق كما أن طموحه كبير في التأهل إلى سباق 200م في دورة الألعاب الأولمبية بالبرازيل.
العداءان أبكر والسبيعي أنموذج للرياضي الطموح والآخر المستهتر الذي لا يقدر قيمة الموهبة التي يمتلكها ولذلك تجد بعض الأسماء تلمع بسرعة ثم تختفي فيما بعضها الآخر معدنه ذهب يلمع كلما أطل في مضمار وهو ما فعله أبكر النجم الذي ينتظر أن يقود أم الألعاب السعودية في المستقبل مثلما فعل زميله مسرحي ومن قبله هادي صوعان.