فرنسا .. الاحتفال رغم كل شيء
واوقعت فيضانات ناجمة عن امطار غزيرة اربعة قتلى خلال اسبوع في ضواحي باريس ووسط البلاد وتسببت في خسائر تراوح بين 600 مليون وملياري يورو بحسب شركات التأمين.
وعلق باسكال ديربي (62 عاما) عند مشاهدته ارتفاع منسوب نهر السين في باريس "لسنا بحاجة لهذا الامر حاليا، مع الاضرابات المتكررة وخطة الانذار من اعتداءات: كل السلطات متأهبة للعمل".
نصف العدد
من أجل "التضامن" مع الضحايا، حاول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس السبت اقناع عمال السكك الحديد الذين ينفذون اضرابا منذ الثلاثاء باستئناف العمل. وقال ان هذا التحرك لفترة غير محدودة "غير مفهوم على الاطلاق" في المناطق التي غمرتها الفيضانات.
وسبق ان دعت الحكومة الاشتراكية الحريصة على انهاء خلاف يمكن ان يحدث خللا في حركة النقل بين المدن العشر المضيفة للمباريات، منفذي الاضراب الى ابداء حس "بالمسؤولية" مع اقتراب كأس اوروبا.
لكن دعواتها لم تلق اصداء حتى الآن. والاحد، اقتصر العمل على نصف عدد القطارات على الخطوط الرئيسية.
إلا أن ما يكثف الضغوط، إعلان طياري شركة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" عن اضراب من 11 الى 14 يونيو.
ويثير استمرار الغضب الشعبي قلق قوات الأمن المتاهبة أساسا منذ اعتداءات 13 نوفمبر في باريس والتي اوقعت 130 قتيلا.
أجواء قاتمة
الجدل الذي اثير الاسبوع الماضي حول تشكيلة المنتخب الوطني زاد من الاجواء القاتمة التي تلقي بثقلها على الفرنسيين.
فقد اتهم مهاجم ريال مدريد الاسباني كريم بنزيمة مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان بانه "رضخ لضغط العنصريين في فرنسا" من خلال استبعاده عن التشكيلة التي ستخوض نهائيات كأس اوروبا.
واستند بنزيمة (28 عاما) الذي استبعد عن المنتخب الفرنسي منذ ديسمبر الماضي بسبب ابتزاز لاعب الوسط الدولي ماتيو فالبوينا في قضية شريط جنسي، في اتهامه لديشان الى النجاحات الانتخابية التي حققتها مؤخرا حزب الجبهة الوطنية اليمينية.
وقال ديشان انه عبر الفوز بثلاثة اهداف مقابل صفر مساء السبت ضد اسكتلندا، حمل لاعبو منتخب فرنسا بعض "السكينة" في هذه الأجواء الصعبة.
نقمة واسعة
هذه الاضرابات تهدف الى تحقيق مطالب لكن اساسها يعود الى نقمة واسعة احتجاجا على اصلاح قانون العمل. وتثير منذ ثلاثة اشهر تظاهرات تشوبها اعمال عنف في بعض الاحيان.
وحتى الآن تصر الحكومة ومعارضوها على مواقفهم ومن المرتقب تنظيم تظاهرة كبرى في باريس في 14 يونيو.