رياضة رمضان .. همة ناقصة
تشهد الصالات الرياضية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المقبل إقبالاً هائلاً من الرياضيين الذين يبحثون فرصة لإنقاص وزنهم خصوصاً مع تواجد الأصناف المتعددة التي تمتلئ بها موائدهم حيث يرى البعض أن رمضان هو أفضل فرصة لإنقاص الوزن أملاً في الحصول على جسم رشيق في عيد الفطر المبارك، ورغم الإقبال الهائل من الشباب على الصالات بأعداد هائلة إلا أنهم يتراجعون عن الحضور تدريجياً مع مرور الأسبوع الأول للشهر تاركين خلفهم مبالغ طائلة دفعوها لأصحاب الصالات الذين حققوا من خلالهم أرباحاً كبيرة قد تكون هي الأعلى لهم خلال الموسم.. الرياضية تسلط الضوء في تقريرها التالي حول ظاهرة إقبال الشباب على الصالات في الشهر الفضيل وتركها سريعاً.
سحابة صيف
يصف علي النفيسة الإقبال الهائل من الشباب على الصالات الرياضية في رمضان المبارك بـ"سحابة صيف"، مشيراً إلى أنه بعد مرور 14 عاماً من استمراره على التدريبات اعتاد على رؤية هذا المنظر بداية شهر رمضان من كل عام، ومضيفاً أن المشكلة الأكبر لدى الشباب هي اعتقادهم أنهم سيخسرون أوزاناً بسرعة كبيرة وهذه فكرة خاطئة وهي ما تكشفه الأسابيع التالية من الشهر، التي تشهد انسحابهم واحداً تلو الآخر بسبب عدم تحقيقهم للرغبة التي حضروا من أجلها، ويضيف: بالأصل الرياضة يجب أن تحبها لتستمر فيها، والملاحظ أن الغالبية غير رياضيين لذلك لا يستمرون طويلاً بسبب أنهم يشعرون بالملل سريعاً بعد أول مجهود، مطالباً الشباب بأن يكون لديهم هدف واضح قبل خوض أول تمرين للسير نحو تحقيقه واصفاً الرياضي الحقيقي بمن يشعر بالسعادة فور نهاية تدريبه الأمر الذي يحفزه للاستمرار فيها لأن حالته النفسية تكون أفضل كون الرياضة في رأيه هي علاج نفسي للرياضي. ويشدد زميله فهد السويكت الذي زامله في الـ14 عاماً الماضية على أنه يحرص على توجيه النصائح للمستجدين وتحفيزهم للاستمرار في الصالات الرياضية لترك أثر جيد على حياتهم وعدم إصابتهم بالأمراض المتعددة التي تحدث للشخص بسبب هجره للرياضة.
قلة عزيمة
يرى فروان البارقي أن الإجازه الصيفية سبب في إقبال الشباب بكثرة على الصالات الرياضية إضافة إلى ساعات الصوم الطويلة في الشهر الفضيل الأمر الذي يجعل الشاب يكون لديه رغبة كبيرة في التدريب، مشيراً إلى أن قلة العزيمه هي أحد أهم الأسباب الرئيسية في عدم استمرار الشباب في الصالات الرياضية، مطالباً الراغبين في الالتحاق بالصالات أن يكون لديهم عزيمة قوية لأن الرياضة مهمة للشخص وسلاح قوي ضد الأمراض.
عروض خاصة
يكشف طلال الحربي الذي لم يكمل الشهر الواحد في ممارسته للرياضة أن العروض التي تتسابق على وضعها إدارات الصالات الرياضية حافز مهم لتواجد الشباب خصوصاً في الشهر الفضيل الذي يشهد تخفيضات تصل إلى 50 % مبيناً أنه بالرغم من حضور العروض إلا أن الكثير لا يستفيدون منها حيث تشاهدهم لا يستمرون طويلاً وهو أمر غير صحي للشخص كون استمراره سيعود عليه بالنفع ويبعد عنه أمراض السمنة. في المقابل يؤكد بدر الشامي أن حماس البدايات للشباب هو السبب الرئيسي لحضورهم للصالات والرغبة في ممارسة التدريبات، مستغرباً الابتعاد السريع منهم وهم في الأصل يدركون أن استمرارهم به فائدة لهم.
شغف رياضي
يتحدث مدرب اللياقة البدنية راشد فايز بأن الإقبال الهائل للرياضيين في شهر رمضان يعود إلى الرغبة الكبيرة في انقاص الوزن خصوصاً مع تواجد الوجبات المتعددة على مائدة الطعام مشيراً إلى أن ذلك هدف جيد وخطوة مميزة لكنها لا تستمر طويلاً بسبب الإحباط الذي يصيب البعض سريعاً كونه أتى بفكرة خاطئة وهي أنه قادر على خسارة أوزان كبيرة في أسبوع واحد وهو شيء غير منطقي.
ويضيف راشد الذي أمضى في مهنته أكثر من 22 عاماً أنه اعتاد على مشاهدة الشباب في أول الشهر بأعداد كبيرة ثم الانسحاب تدريجياً واصفاً هذا المشهد بأنه قبول وقتي وطفرة نطلق عليها الشغف الرياضي الذي يبحث من خلاله الشخص عن إنقاص وزن وزيادة عضلات في فترة سريعة الأمر الذي يحدث ردة فعل عكسية للشخص بعد شعوره بأول إصابة أو شد عضلي أو حتى إرهاق بسيط. ويتابع راشد فايز حديثه لـ"الرياضية" بأن الغالبية العظمي ممن لا يستمرون طويلاً هم الصغار في السن الذين يكون لديهم غرور شبابي ورغبة سريعة في بناء جسم رياضي في وقت قصير، مطالباً المدربين ممن يشرفون على الصالات بمراعاة العوامل النفسية للشخص قبل خوض التدريبات والعمل على البدء في التدريبات تدريجياً ومعرفة الهدف الذي يريده المتدرب للوصول له بطريقة سليمة قبل أن يتفاجأ بعدة عوامل قد تقلل من عزيمته وتبعده عن ممارستها إضافة إلى شرح المميزات والإيجابيات للتدريبات والنواحي السلبية التي من الممكن حدوثها للمتدرب في حال عدم التزامه بتعليمات المدربين.
أرقام عالية
تشير الإحصائيات التي يرويها عدد من مدراء الصالات إلى أن معدل الدخل الذي تحققه الصالات الرياضية وبالأخص في الأيام الـ10 الأولى من الشهر الفضيل، يصل إلى حوالي الـ 100 ألف ريال بالنسبة للصالات الكبيرة والمتعددة الخدمات كما أن معدل التسجيل في مطلع شهر رمضان يرتفع إلى ما يقارب الـ70 % من عدد المسجلين الفعليين، فيما تقل النسبة لدى الصالات ذات الإمكانات الأقل والتي يصل دخلها إلى ما يقارب الـ10 آلاف ريال وهو ما يحقق فائدة كبيرة لأصحاب الصالات كون النسبة العظمى تقوم بالاشتراك لفترة تتجاوز الشهر إلى شهرين ولا يستفيدون منها سوى بضعة أيام.
نقص خبرة
يلقي نائب رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد السعودي لكرة القدم والمحاضر والمختص في العلاج الطبيعي والإصابات الرياضية الدكتور ياسر الفريهيدي التهمة تجاه المسؤولين في الصالات الرياضية خلف عدم استمرار الشباب فيها نتيجة تعرضهم لإصابات سريعة يعزوها إلى التدريبات الجماعية وقلة خبرة العاملين فيها.
ويضيف الفريهيدي: للأسف أن نسبة كبيرة من العاملين في الصالات لا يمتلكون خبرة كبيرة في التعامل مع المتدربين وذلك من خلال إعطائهم لتدريبات جماعية والتي في وجهة نظري تعد أكبر خطر يتعرض له الرياضي وذلك بسبب أنه يمارس تدريبات جماعية من أوزان مختلفة عنه وفئات عمرية مختلفة وهي ما يعرضه بسرعة للإصابات أهمها زيادة الحمل كاشفاً أنه يستقبل في عيادته العشرات من المراجعين بسبب إصابات زيادة الأحمال والتي تعود للتدريبات الجماعية، مشدداً على أنه على الرياضي إذا أراد التدريب في الصالات أن يكون له برنامج خاص وأن يبتعد عن التدريبات الجماعية وأن يبدأ أول 10 أيام من تدريباته بتقوية عضلات الفخذ ومن ثم ممارسة التدريبات بالتدرج.
ويتابع الدكتور الفريهيدي في حديثه لـ"الرياضية": المشكلة الأكبر في عدم استمرار الشباب في الصالات هو ممارسة الرياضة بشكل عشوائي وحماس أكثر من اللازم الأمر الذي يجعل حماسهم ينطفئ سريعاً، كاشفاً أن الدراسات العالمية تؤكد أنه على الرياضيين غير المحترفين أن تكون الزيادة في تدريباتهم لا تتجاوز الـ10% أسبوعياً لتحقيق الفائدة وهو ما يعتبر زيادة مثالية.
وعن أفضل وقت للتدريبات قال: من الممكن أداء التدريبات قبل الإفطار لكن يجب أن تكون تدريبات خفيفة كالمشي وألا تكون تحت أشعة الشمس الحارقة كون ذلك يتسبب في جفاف للجسم مفضلاً أن تكون التدريبات بعد الإفطار بساعتين على الأقل مع الحرص على الإكثار من شرب المياه خلال الإفطار وكل ساعتين لتعويض نقص السوائل في الجسم.