|


ديشان يسعى لثنائية اوروبية كلاعب ومدرب

باريس - رويترز 2016.07.08 | 10:34 pm

سمح ديدييه ديشان لشعره بأن يتحول للون الرمادي بشكل طبيعي منذ حصوله على لقبه الأخير في بطولة اوروبا لكرة القدم قبل 16 عاما.
ولم يكن ديشان صغير الحجم لاعبا مذهلا في يوم من الأيام كزين الدين زيدان وبالتأكيد لا ينتمي إلى مدرسة جوزيه مورينيو التدريبية المميزة بالتصريحات المثيرة.
لكن المدرب الفرنسي صاحب الصوت الخافت قاد الدولة المضيفة إلى النهائي أمام البرتغال بعد غد الأحد.
ولا يخشى ديشان هذه المباراة المهمة التي ستقام باستاد فرنسا إذ كان يرتدي شارة القيادة في فوز فرنسا بكأس العالم 1998 على الملعب ذاته ومرة أخرى بعد عامين في الانتصار في بطولة اوروبا في روتردام.
وكان هو القائد أيضا لاولمبيك مرسيليا عندما أصبح أول ناد فرنسي - والوحيد حتى الان - يحرز لقب دوري أبطال اوروبا في ميونيخ عام 1993.
وقال لاعب الوسط المهاجم ديميتري باييه "حقيقة أنه فاز بكل الألقاب تمثل أفضلية لنا. يعرف بالضبط متطلبات الفوز لأنه فعل ذلك من قبل."
واتبع ديشان - الذي كان لاعب وسط يبذل جهدا كبيرا وصاحب قدرات قيادية في فترته كلاعب - نهجا براجماتيا في التدريب شبيه بالمدرب الفائز بكأس العالم 1998 إيمي جاكيه.
وقال جاكيه عن ديشان في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي (الفيفا) "مر بهذا الموقف كقائد للفريق معي.. وأستطيع التأكيد أنه يتحكم في كل شيء ببراعة من خلف الكواليس. ديدييه يعرف كل ما يجب أن يعرفه."

* موقف صعب
وأظهر مدرب فرنسا قدراته في اتخاذ القرارات قبل بداية البطولة حين تعامل بحذر مع موقف صعب.
واستبعد ديشان كريم بنزيمة بعد تورط مهاجم ريال مدريد في فضيحة ابتزاز ولم يعر فرانك ريبيري أي اهتمام رغم تلميح جناح بايرن ميونيخ بأنه قد يرغب في العودة.
وقال ديشان عقب اختيار التشكيلة النهائية "هدفي ليس اختيار أفضل 23 لاعبا لكن الاعتماد على مجموعة لاعبين يستطيعون سويا الذهاب لأبعد مدى في البطولة."
ومنذ بداية البطولة فعل مدرب فرنسا كل شيء بشكل صحيح فأجرى تغييرات خططية ذكية وأعطى تعليماته للاعبين من خارج الملعب في الوقت المناسب.
وكانت هناك بعض المقامرات من ديشان في مشوار البطولة مثل قراره باستبعاد انطوان جريزمان وبول بوجبا من التشكيلة الأساسية في مباراة بدور المجموعات ضد البانيا. وجنى ديشان ثمار ذلك.
واستخرج ديشان أفضل ما عند كل لاعب واستطاع أن يحول مجموعة من الأسماء الكبيرة إلى فريق متماسك أظهر الكثير من التضامن داخل وخارج الملعب.
وكان نجاح طريقة ديشان واضحا خلال الفوز 2-صفر على المانيا أمس الخميس في قبل النهائي.
ولم يرتق جريزمان فقط لمستوى التوقعات بتسجيل هدفين لكن الدفاع الفرنسي - الذي كان ينظر إليه باعتباره نقطة ضعف الفريق - ظهر بشكل صلب تحت الضغط القوي من أبطال العالم.
وقال ديشان قبل إبلاغ لاعبيه بأهم رسالة على الإطلاق بشأن ما يعنيه ارتداء قميص فرنسا "هذا الفوز بفضل اللاعبين لكن الأمر لم ينته بعد. ما زال أمامنا مباراة واحدة. ارتداء قميص فرنسا أفضل شيء حدث لي. ارتداء القميص يمنحك مسؤولية كبيرة. ربما لم يكن الأمر كذلك دائما لكن هؤلاء اللاعبين يدركون ذلك وجعلوني في غاية الفخر."