أكد مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرائد ناصيف البياوي (تونسي) أن فريقه أعد نفسه جيداً لملاقاة التعاون في ديربي القصيم غداً، وأنه سيكون له حضور جيد أمام السكري، وكذلك في بقية مباريات الموسم رغم الصعوبات التي واجهها في البداية من نقص في اللاعبين وقلة الإمكانات، نافياً وجود أي خلافات مع مسؤولي ناديه السابق الفتح، بعد عدم التجديد له في نهاية الموسم الماضي، مشيداً بالجهود التي بذلها مجلس إدارة الرائد من أجل النحت في الصخر لتكوين الفريق من جديد بعد رحيل معظم اللاعبين، معتمداً على شخصية لاعبيه في منهجه التدريبي بواقعية تهتم أكثر بالكرة الشاملة مستخدماً التوازن النفسي والمعنوي كسلاح للفوز على الفرق الكبيرة، مشيداً بأداء فريقي الاتفاق والباطن الصاعدين إلى جميل هذا الموسم.

ـ تدريبك للرائد مغامرة بعد صراعه مع الهبوط الموسم الماضي؟
أنا مدرب محترف وتلقيت العديد من العروض التدريبية داخل المملكة وخارجها منها العروض الجادة ومنها المبدئية، ولأن الصورة لم تكن واضحة من ناحية مسؤولي نادي الفتح تأخرت بعض الشيء في التعاقد مع الرائد لأن هناك أندية كثيرة كانت تظن أنني مرتبط مع الفتح بعقد جديد لموسم ثالث، ولما عرض علي تدريب الرائد لم أتردد ولاسيما بعدما رأيت رغبة المسؤولين فيه الجادة في عمل شيء جديد للفريق لذلك وافقت على قيادته لأن الرائد نادٍ عريق وله قاعدة جماهيرية كبيرة ولا أعتبرها مغامرة بل هو طموح مشروع لتحقيق نتائج مميزة.
ـ وما سقف طموحاتك الذي تسعى إليه مع الرائد؟
مثلما حققت نتائج طيبة ومميزة مع الفتح خلال الموسمين الماضيين قادر بمشيئة الله أن أعيد نفس السيناريو الذي من الصعب أن يكرره أحد، فقد أنهيت الموسم قبل الماضي في المركز السادس مع النموذجي والموسم الذي قبله حققت المركز الخامس مع نفس الفريق الذي توليت قيادته موسمين متتاليين، وهو ما يعني أن ثقتي بنفسي كبيرة في تكرار ما فعلته مع الفتح.
ـ كيف أعددت فريقك لمواجهة التعاون غداً في ديربي القصيم؟
بلا شك التعاون فريق كبير وقدم مستويات مميزة الموسم الماضي وخسارته في الجولتين الأولى والثانية من الوحدة والهلال لا تقلل من إمكانات لاعبيه ومهاراتهم وهو ما قد يسهم في ارتفاع حرارة اللقاء الذي أعددت لاعبينا نفسياً وفنياً وبدنياً له، وهى مباراة في كرة القدم مثل أية مباراة في الدوري ولا تسبب أي عبء معنوي على الجهاز الفني الذي أعد العدة لتقديم عرض طيب يرضي الجماهير الرائدية التي كانت سبباً قوياً في الفوز الذي حققه الفريق على الوحدة في الجولة الماضية.
ـ ما الفرق بين الفتح والرائد؟
المقارنة صعبة بين العمل مع الفريقين لأننا ما زلنا في بداية الموسم ولم تتضح الصورة بعد بالنسبة لفريق الرائد، وحصيلة العمل تكون في نهاية المطاف، وأحاول أن أترك بصمة واضحة على الفريق من حيث شخصية اللاعبين وشكل وأداء الفريق ككل ومن حيث النتائج خاصة ونحن في طور الإعداد لتكوين فريق جديد ولاعبين جدد وإدارة جديدة وجهاز فني جديد لتحقيق مركز متقدم في جدول المسابقة، ولتجهيز فريق يستطيع الرائد الاستفادة منه بشكل أكثر إيجابية في السنوات المقبلة.
ـ شكوت من عدم وجود لاعبين بالفريق في بداية الموسم فماذا حدث؟
بالفعل بداياتي مع الرائد كانت في منتهى الصعوبة بخلو كشوفات النادي من اللاعبين فمنهم من انتهت مدة عقودهم، ومنهم من لم يجدد للموسم الجديد، وأيضاً بدء العمل كان متأخراً نوعاً ما وتحضيرات الفريق لم أكن راضياً عنها بالإضافة إلى قلة اللاعبين في سوق الانتقالات نظراً للتأخر في الإعداد والتجهيز والاستقطابات ولكننا نحتنا في الصخر مع الإدارة من أجل تكوين خامات طيبة والتعاقد مع لاعبين ذوي مستويات عالية تخدم الفريق.
ـ وماذا عن المحترفين؟
مستواهم مطمئن للغاية ويتحسن من مباراة إلى أخرى، وكلي ثقة في أنهم سيكونون أبرز نجوم الدوري لأنني اخترتهم بعناية وظهروا بمستوى لافت في المباريات الثلاث التي لعبوها وبدا عليهم الانسجام والتفاهم ولاسيما الثلاثي البرازيلي أدريانو ألفيس وجيلمار دا سيلفا ودانييل أمورا، بالإضافة إلى الغيني إسماعيل بانجورا المهاجم المخضرم.
ـ الرائد يعاني من ضعف الإمكانات المادية كيف تعاملت مع هذا الوضع؟
الرائد مثله مثل أي نادٍ ولا يعتبر استثناء من حيث صعوبة الظروف المادية فهو يمر بفترة انتقالية بإدارة جديدة والتزامات مادية كبيرة تحاول جهد الإمكان حل جميع الإشكاليات المالية بحثاً عن الاستقرار وهناك عشرات الأندية تمر بنفس الظروف وإن كنت أتمنى التفاف أعضاء الشرف والجماهير حول الفريق لتعويض كل هذه الأمور بتحقيق الانتصارات التي حتماً ستكون سبباً رئيسياً في القضاء على أزمات وظروف النادي الصعبة.
ـ تردد أن نادي الفتح لم يجدد لك للموسم الثالث بسبب بعض الخلافات معك؟
نادي الفتح من الأندية المحترمة التي عملت بها وتربطني بجميع مسؤولي ولاعبي وجماهير الفتح علاقة قوية تقوم على الود والاحترام، ولا توجد ثمة خلافات بيننا وكل ما يشاع عن وجودها أكاذيب، فكيف لمدرب يقود نادياً موسمين متتاليين ويحقق خلالهما المركزين السادس والخامس وسط كبار الأندية السعودية ويعمل وسط خلافات؟ أو ما الذي يجبر أي نادٍ على الإبقاء على مدرب فاشل أو صاحب أزمات؟ في الواقع علاقتي بالفتح مثل السمن على العسل ولا يشوبها أية شائبة.
ـ وهل ستوافق على تدريب الفتح مرة أخرى إذا طلب منك؟
مبدئياً ما المانع؟ نعم أوافق فالفتح نادٍ كبير وبطل من أبطال الدوري وله شعبيته وجماهيريته الكبيرتان، وأنا في الوقت نفسه مدرب محترف والمدرب المحترف يدرس العروض المتاحة أمامه جيداً حسب طموحاته، فإن كان الفتح أو غيره يلبي طموحاتي ويناسب تطلعاتي فلا أمانع لكني الآن مرتبط بعقد رسمي مع نادي الرائد ولا أفكر في العمل مع أي نادٍ آخر غيره.
ـ تخصصت في تحقيق نتائج رائعة أمام الأندية الكبيرة فما السر في ذلك؟
في المقام الأول كل الفرق التي أواجهها أعتبرها منافسة لفريقي، سواء كانت تنافس على لقب الدوري، أو منافسة لنا، وكل التحضيرات واحدة لا تختلف من فريق إلى آخر وأحرص جيداً على البحث عن الانتصار بمنح اللاعبين مزيداً من التركيز والدفع المعنوي والنفسي والذهني بما يلائم بعض الخصوصيات الفنية والتكتيكية للمنافس مع تنبيه اللاعبين من عدم الإفراط في الثقة النفسية قبل مواجهة الفرق الكبيرة وتحذيرهم أيضاً من انعدام العامل المعنوي عندما يواجهون الفرق الصغيرة وهو أهم شيء أحرص عليه أن يكون التوازن النفسي هو السائد في مقابلاتنا مع جميع الفرق المنافسة.
ـ ألا تخشى الإقالة إذا ما ساءت نتائج الفريق؟
مستحيل أن أفكر في الاســتقالة أو الإقالة في عملي، فأنا أركز وأحرص دائماً على إثبــات ذاتي وتحقيق طموحاتــي ولا أشغل بالي مطلقاً برحيلي أو إقالتي وإن حدثت تلك الإقالة فلا تهز شعرة مني لأنني مدرب محترف وقانون الاحتراف لا يجعلني أهتم بمثل هذه الأمور التي غالباً ما تحدث مع معظم مدربي العالم.
ـ وما المنهج التدريبي الذي تعتمد عليه في عملك؟
لا يوجد منهج تدريبي يحدد شخصيتي بقدر ما أبحث عن الطاقة الفردية لكل لاعب وشخصيته واستخراج كل إمكاناته وتطويرها لصالح الفريق وأميل للكرة الشاملة التي تعتمد على التوازن في الدفاع والهجوم مع الوضع في الاعتبار الواقعية في اللعب فأنا مدرب واقعي.
ـ كيف ترى ضيفي الممتاز الاتفاق والباطن في دوري "جميل"؟
الاتفاق والباطن فريقان محترمان وصعودهمــا للممتاز إضافــة قوية لأندية جميـــل وأتوقع أن يكون الفريقان أكثر شراسة في مسابقة هذا الموسم، فالاتفاق يضم بين صفوفه لاعبين على مستوى فني عالٍ والباطن أكثر شراسة على ملعبه وفوزهما على النصر والشباب سيكون أكبر دافع لهما لتقديم عروض قوية تفاجئ الجميع.