فيفا.. عملاق اقتصادي على طريقة المتنبي

الرياض ـ حسن أبوزينب 2016.11.01 | 07:59 am

على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم.. بيت من الشعر منسوب للمتنبي، قاله نفاقاً ضمن طموحاته وهو يروم إمارة من سيف الدولة الحمداني، ونقوله صدقاً وبقليل من التحريف .. على قدر أهل النصب تأتي المناصب، ونحن نحاول تفسير فضائح الفساد الرياضي حول العالم والتي تنهال كالصواعق على رؤوسنا. آخر الضحايا قائد منتخب إنجلترا واين روني والمدرب الجديد لمنتخب إنجلترا ساوثجت الذي استلم المنصب خلفاً للسابق ألاردايس .. منذ عامين ونحن نخرج من أزمة وندخل في صدمة .. بعد أن انشقت الأرض على جرائم تشيب من هولها الولدان .. لا نكتشف جديدا إذا قلنا إن بلاتر وربعه جعلوا (فيفا) عملاقاً اقتصادياً لا تغرب عنه الشمس قبل أن يتفرغوا بعدها لسوس ينخر في منسأته.. ورأينا كيف انتهى المصير بالهوامير التي استلمت من فوق الطاولة كبلاتر ورؤساء اتحادات أمريكا الجنوبية والتي استلمت من تحت الطاولة كبلاتيني.. حتى بتنا على قناعة بأن مفردات مثل الشفافية والمؤسسية والأمانة التي كم شنفت بها الدول الكبرى آذان العالم الثالث هي أسماء دلع للهبر والاحتيال ولعب الثلاث ورقات..
إنه عالم مصطخب مضطرب يأتي كل صباح بجديد ولا يدري أحد على رأس من ستقع الفأس القادمة... أشهر الهاكرز هو الأسترالي أسانج الذي يختبئ منذ سنوات في سفارة الإكوادور خوفاً من القبض عليه إذا غادرها.. فهو متهم بالاغتصاب في السويد وبإفشاء أسرار في أمريكا. لا يغامر بالخروج من السفارة ولكنه يستغل الحصانة الدبلوماسية ويعقد مؤتمره الصحفي كل صباح من بلكونة السفارة في لعبة أشبه بلعبة القط والفار، يشتم أمريكا وبريطانيا والسويد.. بل يمد لسانه على عسكر الاسكوتلاند المحيطين بالسفارة إحاطة السوار بالمعصم ويتحداهم إن كانوا رجالا أن يدخلوا السفارة فيأتيه الرد أكثر تحدياً "إن كنت راجل ابن راجل اطلع برا" السفارة.. الآن كل البطولات موضع اتهام والفاعل ضمير مستتر تقديره الفساد .. روسيا التي تم حرمان نصف فريقها الأولمبي من أولمبياد البرازيل وجهت قراصنتها باختراق المواقع السرية للذين حرموها.. أما أمريكا فقد أثبتت أنها بارعة في شراء الذمم والتي من بابها فازت باستضافة أولمبياد أتلانتا 96. ولكن للذمم أثمان، ففي الوقت الذي قبضت فيه أكثر من 500 مليون دولار من حقوق الدعاية فإن سقف طموحات مندوب إحدى الدول الأفريقية لم يتجاوز قبول ابنته في إحدى جامعات أمريكا مقابل منح صوته المرجح لأتلانتا.. ولله في خلقه شئون.