بعد انقطاع دام 10 أعوام كاملة عن مسرح المفتاحة، إذ كان هو آخر الواقفين، وأول العائدين، أشعل فنان العرب خشبة المفتاحة، وجمع الورد وسحاب أبها وجبال السودة وسهول تهامة في مكان وطاف بصبيا وجيزان والنماص معلناً عودة الحفلات الغنائية للمرة الثانية بعد انطلاقتها الأولى عام 1998، وبدا الفنان محمد عبده في أبهى حلته الفنية برفقة المايسترو وليد فايد وفرقته التي تزيد على 40 عازفاً، وشدا بـ16 أغنية لجمهور الحفل الذي وصل لـ 3127 بحسب إحصائيات مركز ماس والذي قام بنشره الحساب الرسمي للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير" سياحة وتراث عسير" على منصة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

الوصلة الأولى

بعد إلقائه التحية على أبها وأهلها وزائريها بـ "مرحباً مليون"، وهي التحية التي وقف لها الجمهور مصفقاً ومردداً لاسم محمد عبده طويلاً، ابتدأ فنان العرب رحلته الطربية برائعة الأمير بدر بن عبدالمحسن "ما قلت له" أتبعها بـ "دعاني الشوق" لينتقل إلى الأغاني التي ألفها جمهور "المفتاحة" كأغنية "أنورت سودة عسير" التي سبقها بموال "أبها حسبتك جنة الجنات"، الذي تفاعل معه الحضور طويلاً و"مثل صبيا" وهي التي تداعب ذاكرة المكان والزمان وتستدعي التاريخ الفني والثقافي للمنطقة، وأعاد غناء "رماد المصابيح" التي كان قد قام بغنائها في حفله الأخير بمدينة الرياض الثلاثاء الماضي، إضافة إلى "هيا معي" و"سايق الخير" و"لا يطول غيابك".


جمهور المفتاحة "حلو"

لم يترك أبو نورة مسرح "المفتاحة" قبل أن يسجل شهادة للتاريخ حول جمهور هذا المسرح، إذ اختتم عباراته الموجهة لهم بقوله "نلتقي دائماً في أبها البهية، شكراً لكم على الهدوء الحلو، والاستماع الحلو" ويعد هذا الامتنان من فنان العرب تتويجاً لإعجابه المتواصل بالمفتاحة مسرحاً وجمهوراً، إذ سبق له الإشادة بمسرح المفتاحة وتجهيزاته عبر أكثر من لقاء صحفي وتلفزيوني، كان آخرها مع قناة العربية عبر استضافته في إحدى نشراتها مؤخراً. يذكر أن أعداداً كبيرة من الجماهير وجدت في محيط مسرح المفتاحة بحثاً عن تذاكر لدخول الحفل قبل أن تقفل راجعة نظراً لنفادها منذ وقت مبكر.

الوصلة الثانية
بعد استراحة قصيرة، عاد فنان العرب في وصلته الغنائية الثانية ليستدعي التراث عبر أغنيتي "يا من عليه التوكل" و"رسولي قم بلغ لي إشارة" ليتنقل بين أغانيه الكلاسيكية والجديدة، إذ اختار "بنت النور" التي ضمنها موالاً تفاعل معه الجمهور، كما غنى "مذهلة" و"آخر زيارة" قبل أن يغني "أخطيت في حقي" و"ظبي الجنوب" التي سبقها بموال "يا من هواه أعزه وأذلني" وشهدت الأغنية تفاعلاً كبيراً وهتافاً مستمراً نظراً لارتباط الأغنية بوجدان الجماهير، إذ تحوي إشارات لعدة مدن وقرى من المنطقة، قبل أن يختتم فنان العرب ليلته الغنائية بأغنيته الوطنية الشهيرة "فوق هام السحب" كما اعتاد على ذلك في معظم حفلاته مؤخراً.