|




صقر الشاهين البحري "الشيهانة"

/media/iris/904826-15.jpg
بندر بن إبراهيم الفالح 2017.12.26 | 04:02 am

يهوى بعض الصقارين امتلاك صقور الشاهين البحري (Falco peregrinus) أو ما يطلق عليها لدى البعض "بالشيهانة" نظرا لما يمتلكه هذا الطائر من مميزات تنفرد به عن غيره من المخلوقات والتي من أميزها سرعته العالية جداً في الانقضاض على الفريسة فهذا الطائر يستطيع الوصول إلى سرعة تصل إلى 360 كيلومترا في الساعة أثناء الانقضاض على الفريسة مما يجعله أسرع كائن على الأرض، كما يتميز الشاهين البحري بانتشاره الواسع في كافة القارات وأغلب دول العالم والتي منها المملكة العربية السعودية ولست هنا بصدد الحديث عن كل مميزات الشاهين البحري ولكنني سأتطرق إلى ما تم من محاولات لحماية هذا الطائر والمحافظة عليه، ففي الفترة ما بين الستينات والسبعينات الميلادية تعرض هذا الطائر إلى العديد من الضغوطات و التهديدات كالموت ونقص معدل الخصوبة نتيجة التسمم بالمبيدات الحشرية التي تنتقل إليه عن طريق أكله للقوارض التي تسممت بهذه المبيدات عن طريق تناولها للحشرات التي تم رشها بالمبيدات ،بالإضافة إلى بعض الممارسات التي أدت أيضاً إلى تدهور حالته في الطبيعة كالاتجار به نظراً لكون هذا الطائر يستخدم بشكل كبير في ممارسة رياضة الصيد بالصقور، ونظراً لحاجة الدول إلى تنظيم الاتجار بالكائنات الفطرية فقد تم في عام 1975م إنشاء اتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات و النباتات الفطرية والتي تعرف باتفاقية سايتس (CITES) وتم إدراج صقر الشاهين البحري في الملحق الثاني من ملاحق الاتفاقية بهدف تنظيم ومراقبة حركة نقله من وإلى الدول لحمايته، ولكن يبدو أن هذا الإدراج جاء في وقت حرج بالنسبة لوضعه في الطبيعة مما دعا إلى الحاجة لاتخاذ تدابير وقائية أكثر شدة، وبناء على ذلك فقد تم في عام 1977م نقل هذا الطائر من الملحق الثاني إلى الملحق الأول للاتفاقية مما أدى إلى منع نقله من وإلى الدول للأغراض التجارية، كما تم في عام 1994م إدراج صقر الشاهين البحري في الملحق الثاني لاتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية (CMS) ، و قامت الدول أيضاً باتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير لحماية هذا النوع على المستوى المحلي من خلال إصدار قوانين وأنظمة لحمايته و وضع خطط واستراتيجيات للمحافظة عليه في الطبيعة ، وقد انعكست هذه المجهودات بالشكل الجيد على وضع هذا النوع في الطبيعة وعاد إلى الانتشار بالكميات التي تضمن عدم تهديده بالانقراض، وفي عام 2016م تم القيام بعمل دراسة لتقييم وضع هذا النوع في الطبيعة من قبل المختصين في منظمة حياة الطيور الدولية واتضح أنه من الأنواع غير المهددة بالانقراض و أن حالته جيدة في الطبيعة مما أدى إلى تصنيفه في القوائم الحمراء الخاصة بالاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة (IUCN) ضمن الأنواع الأقل اهتماما.
المحافظة على صقر الشاهين البحري والمجهودات التي تمت لحمايته هي دليل على إمكانية المحافظة على كافة الكائنات الفطرية والتي منها الصقور عند تضافر الجهود وحينما يتم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.