وُجِدَ اللاعب عبد المطلب الطريدي في ديربي الشرقية أكثر من مرة بحكم لعبه في صفوف القادسية منذ انتقاله من الخويلدية، ناديه الأم، موسم 2008، انتقل بعدها إلى الاتحاد قبل أن يعود إلى المنطقة الشرقية مجددًا من بوابة الاتفاق، الغريم التقليدي، موسم 2009. كان شاهدًا على استعدادات الفريقين من خلال الأجواء التي تسبق الديربي، وأكد أنها كانت مختلفة تمامًا عن الحاضر من الناحيتين الإعلامية والجماهيرية.

"الرياضية" التقت الطريدي، ليتحدث لنا عن أجواء الديربي، التي عاشها في المعسكرين:

01

لعبت للقادسية، كيف كانت استعداداتكم لديربي الاتفاق حينها؟

دائمًا ما تكون لمباريات الديربي نكهة خاصة، كما أن حماسها كان ينعكس قبل اللقاء على جميع اللاعبين. كل لاعب يتمنى أن يشارك في المباراة لما لها من أهمية كبيرة، وكل فريق يتمنى الفوز لإسعاد جماهيره. الاستعداد أيضًا كان مختلفًا، والتوتر كان يستمر طوال أسبوع المباراة.

02

هل كان الديربي يحظى باهتمام مختلف إعلاميًّا وإداريًّا وجماهيريًّا؟

نعم، في السابق كان يحظى باهتمام إعلامي، وإداري، وجماهيري كبير، وكان التحدي يبدأ من رئيسَي الناديين، فدائمًا ما كانت تصريحاتهما تحمل نوعًا من التحدي لبث الحماس والإصرار في نفوس اللاعبين. التمارين أيضًا كانت تشهد حضورًا إداريًّا وشرفيًّا مهمًّا، إضافة إلى حضور اللاعبين القدامى طوال الأسبوع، الذي يسبق المباراة. كنا نستمع نحن اللاعبين إلى النصائح من اللاعبين السابقين، الذين يمتلكون خبرة كبيرة في مباريات الديربي.

03

رحلت عن القادسية، ثم عدت إلى المنافس التقليدي الاتفاق، حدِّثنا عن المباراة الأولى لك مع الاتفاق ضد القادسية؟

لا أستطيع أن أصف لك تلك الأيام الجميلة، التي عشتها في القادسية، وكانت سببًا رئيسًا، بعد توفيق الله، في بروز نجومية الطريدي. حقيقة لم أتخيَّل يومًا أن ألعب ضد نادٍ، عشت معه ذكريات جميلة، لكن هذا زمن الاحتراف، وقلت في نفسي: إذا سجلت هدفًا في مرمى القادسية فلن أحتفل.

04

كيف ترى الفرق بين الماضي والحاضر في الديربي؟

هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر، في الماضي كان هناك حضور جماهيري كبير، والتفاف شرفي، وكنت تشعر بقيمة الديربي، فكل لاعب يتمنى إحراز هدف، حتى اللاعب الأجنبي يشعر أن هناك مباراة خاصة. في الوقت الجاري لم نعد نرى حضورًا جماهيريًّا كبيرًا، ولا نشعر أن هناك تنافسًا كما في السابق. النتائج والمستويات، هي التي تجلب الاهتمام.

05

بصراحة مَن ستشجع في الديربي اليوم؟

سأكون محايدًا، وأتمنى أن نرى مباراة ممتعة، تسودها الروح الرياضية، وأن يقدم الفريقان مباراة تليق بتاريخ القادسية والاتفاق. أتمنى أن تنتهي بالتعادل.

06

ما الموقف العالق في ذاكرتك في مشاركاتك مع أحد الفريقين؟

عندما كنت مع الاتفاق، كانت هناك مباراة مهمة لنا كاتفاقيين أمام القادسية، وكان علينا أن ننتصر لتحقيق المركز الثالث في سلم الدوري، أما القادسية فكان عليه الفوز ليضمن البقاء في الدوري الممتاز، بصراحة كانت لحظة لم أرغب في أن أعيشها، وأنا أرى القادسية يهبط. كسبنا المباراة، لكنَّ قرار الاتحاد السعودي بـ "تهبيط نادي الوحدة"، أنقد القادسية من الهبوط، وأنقذني أيضًا من ألم نفسي كبير.

07

ما قراءتك للمباراة؟

الفريقان يمتلكان كوكبة من النجوم ذوي الخبرة، والمواهب، إضافة إلى العنصر الأجنبي المؤثر. وضع الفريقين في سلم الترتيب لا يتناسب مع تاريخهما، وأعتقد أن فترة التصحيح كانت إيجابية باستقطاب المدربَين الوطنيَّين: سعد الشهري في الاتفاق، وبندر باصريح في القادسية، ومنذ ذلك الوقت والفريقان يقدمان أداء متميزًا، لا سيما الاتفاق، الذي تغيَّر بشكل كبير عكس القادسية. وهذه المباراة هي الثالثة للسعودي باصريح، وتوقعاتي أن تكون كلمة الحسم للاعبين الأجانب، وكنت أتمنى وجود العائلات في ملعب الراكة لتكون إضافة مميزة في الديربي، وألا يقتصر دخولها على ملعب الأمير محمد بن فهد فقط.

08

تنقلت كثيرًا بين أكثر من نادٍ، اختصر لنا بدايتك ومشوارك في عالم المستديرة؟ 

بدأت مع نادي الخويلدية "درجة ثالثة" في سن صغيرة، انتقلت بعدها إلى نادي القادسية عام 2008، وفيه برزت موهبتي، وبعد تنافس شديد بين نادي الهلال، والاتحاد انتقلت إلى الاتحاد، وفي 2009 انتقلت إلى الاتفاق لمدة ثلاثة مواسم، عدت بعدها إلى الاتحاد، وبقيت فيه موسمًا واحدًا قبل أن أعود مرة أخرى إلى الاتفاق، بعدها انتقلت إلى الخليج موسم 2014، وختمت مشواري مع أندية الدوري الممتاز مع الفتح موسم 2015. 

09

ألا ترى أن التنقلات الكثيرة قد تُفقد اللاعب التركيز والانسجام؟ 

تلك الفترة كانت الفترة الذهبية للانتقالات، وكان اللاعبون يُطلبون كثيرًا، ويجدون عروضًا مختلفة، يفاضلون بينها، لذا كان من الصعب رفض العروض المغرية في ظل التنافس الكبير بين الأندية.

10

لماذا اخترت الاتحاد؟ 

بعد دخول أندية عدة إبان وجودي في القادسية في تنافس للاستفادة من خدماتي، منها الهلال، والنصر، والأهلي، والاتحاد، فضَّلت الاتحاد دون أي ضغوط، فيكفي اللاعب شرفًا أن يلعب في صفوف عميد أندية الوطن. كل ما في الأمر أنني تلقيت اتصالًا مباشرًا من منصور البلوي، سألني فيه عن رغبتي في الانتقال، فوقَّعت للنادي لمدة موسم قابل للتجديد. 

11

ماذا حدث بعد ذلك؟ 

في الموسم الأول لي مع الاتحاد، تفاجأت بالمدرب كالديرون يقول: أنا لم أطلب اللاعب. كانت هناك حساسية لأن إدارة الاتحاد لم تأخذ رأيه. كانت مشاركاتي محدودة، وكنت ملتزمًا بالتدريبات، ولاحظ كالديرون ذلك، وأيضًا في المباريات الودية، دخلت بعدها فترة الأشهر الستة، فطلب كالديرون من حمزة إدريس الاجتماع معي لرغبته في أن أجدِّد عقدي، لكنني كنت أملك عرضًا مغريًا، قدمه الاتفاق، وكنت أبحث عن فرصة للمشاركة أساسيًّا، وكذلك كنت أرغب في الرد على كالديرون، لذا عدت إلى الاتفاق بعقد لمدة ثلاثة مواسم.

12

هل فشلت مع الاتحاد؟

غادرت الاتحاد مجددًا بعد تجربتي الثانية فيه، حيث تكرَّر معي الموقف نفسه، الذي حصل لي مع كالديرون. بعضهم يعتقد أنني فشلت، لكنني كنت بعيدًا عن أجواء المباريات، وافتقدت حساسية الكرة، فلم أشارك، أو بالأصح لم أحصل على فرصة المشاركة، إذًا كيف يُحكم علي وأنا لم أنل فرصتي؟ غادرت وكان في عقدي موسم كامل، وأنا مَن طلبت من الإدارة الرحيل لخوض تجربة جديدة.