بطل الإنجازات في دوري الأولى يكشف سر صعود الوحدة
بلقاسم: قررت الرحيل
حقق التونسي جميل بلقاسم، مدرب فريق الوحدة الأول لكرة القدم إنجازه الخامس في دوري الدرجة الأولى، بعد أن قاد الوحدة للدوري السعودي للمحترفين، مضيفا اسم الفرسان لأندية الأنصار والعروبة والقادسية والاتفاق، التي نقلها من دوري الأولى للمحترفين في أقل من 7 أعوام.
هذه النجاحات جعلت من المدرب التونسي مطمعاً لكل أندية الظل الطامعة في التمتع ببريق الأضواء.
لم تكن مهمة بلقاسم مع الوحدة سهلة، فالفريق كان مازال يعاني من صدمة الهبوط، ومن كم هائل من الديون والقضايا، ولكنه في أقل من 11 شهرا، عزف معه سيمفونية رائعة جعلته الأفضل.
“الرياضية”، التقت مع بلقاسم ليكشف عن سر التأهل على الرغم من المشاكل التي عانى عنها، ويعترف بسبب حبه لمكة وارتباطه الشديد بلاعبيه وبجهازيه الفني والإداري، فيما يلي التفاصيل:
01
كيف صعدت بالوحدة إلى دوري المحترفين وسط ظروفه الصعبة؟
بالفعل وسط ظروف قاسية للغاية حققنا صعوداً صعباً ألخصه في بعض العوامل، هي رغبة اللاعبين والجهاز الفني والإداري والطبي في تحقيق العودة، بالإضافة إلى عمل شاق وجاد أداه الجميع، وكذلك الثقة الكبيرة التي زرعتها في نفوس اللاعبين وتحدينا الجميع في الحفاظ على المركز الأول وقدرة اللاعبين في التغلب على كل المطبات الفنية التي صادفتهم طوال الموسم، مع وجود اللحمة القوية بين جميع أعضاء الفريق الذين ظهروا وكأنهم جسد واحد أمام الفرق المنافسة.
02
وهل كان لخبرتك الطويلة بالدوري أثر في تحقيق الإنجاز؟
نعم بالفعل، معرفتي الكاملة بخبايا دوري الدرجة الأولى، فكل تتويج يمر بي أكتسب منه الخبرات اللازمة، وأعلم جيداً كيفية تجميع النقاط في الوقت المناسب، النقطة لها ثمن غال في هذا الدوري وهو ما أفادني كثيراً.
03
بعد إنجازك الخامس هل تنوي السير في هذا الاتجاه؟
أنا مدرب محترف، وأعمل في أي مكان لأني أعشق عملي ولا يعطلني للنجاح فيه ناد بعينه، أو دوري خاص بذاته، وبرغم قيادتي للأنصار والعروبة والقادسية والاتفاق وأخيراً الوحدة إلى الدوري الممتاز، فهو ليس عرفاً أو قانوناً أن أظل في هذا المحك، بالعكس كما ذكرت أنا مدرب محترف وسبق لي العمل بالممتاز مع العروبة والقادسية والاتفاق.
04
وماذا عن الوحدة؟
لا مانع عندي على الإطلاق من الاستمرار مع الوحدة الذي عاد إلى وضعه الأصلي دون محترفين، ووسط أزماته المالية، لاسيما وأنا مدرب محترف وكذلك أنا أعشق مكة، والاستمرار معه وارد جداً في ظل توفير كافة احتياجات الفريق في الممتاز كما حدث مع أندية العروبة والقادسية والاتفاق؟
05
ألا تخشى نفس مصير الاتفاق؟
بالنسبة للاتفاق أنا راض عن نفسي تماماً بالعمل الذي قدمته معه، وهو عمل رائع أشاد به مسؤولو الفريق حتى يومنا هذا، وأحسوا كثيراً بما فعلته مع فريقهم الذي عانى كثيراً من الأزمات بعد رحيلي، وتحت أي ظرف أنا مدرب محترف لا أخشى الإقالة أو الرحيل، ولا أشغل بالي بمغادرة الفريق الذي أدربه لثقتي التامة في إمكانياتي، ويوم أن غادرت الاتفاق كان ترتيبه الرابع في جدول الترتيب ومازالت علاقتي برؤساء الأندية التي دربتها جيدة.
06
ما أصعب التجارب الخمس التي خضتها في الأولى؟
كل التجارب كانت صعبة لأنك تنقل فريقاً من دوري الدرجة الأولى إلى الممتاز، وعاصرت ظروفاً صعبة مع الخماسي الأنصار والعروبة والقادسية والاتفاق والوحدة، إلا أن تجربة العروبة كانت الأصعب لأني تسلمت الفريق وهو في المركز 12 وأنهيت الموسم بتتويجه بطلاً للدوري وصعوده للممتاز لأول مرة في تاريخه.
07
هل تأثر الوحدة بغياب المحترفين الأجانب؟
رغم الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون المحليون طوال الموسم وأثبتوا أنهم رجال بمعنى الكلمة في جميع المباريات التي خاضوها، لأنني زرعت فيهم القوة والإرادة والصبر، إلا أن غياب المحترفين بلا شك كان له أثر سلبي على الفريق، لأن وجودهم يعطي خيارات عديدة أمام المدرب في ظل الإصابات والإيقافات التي طالت اللاعبين تحسباً لأي ظروف طارئة تواجهك.
08
وما الوقت الذي فكرت فيه بالرحيل من الوحدة؟
في بداية الموسم عندما خضت فترة الإعداد باللاعبين المواليد والمحترفين وبدأت في رسم استراتيجية فنية وخططية محددة في ظل وجودهم، وفجأة قبل انطلاق الدوري بيومين أجد النادي غير قادر على تسجيل هؤلاء اللاعبين، وبالتالي حدثت بلبلة فنية وتاهت كل السيناريوهات مني، خاصة في أول مباراة أمام جدة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2ـ2 وقتها فكرت كثيراً في الرحيل ولولا تمسك اللاعبين والجهاز الإداري بي لرحلت.
09
كيف تعاملت مع متأخرات مستحقات اللاعبين؟
لم أتوقع أن تكون هناك متأخرات للاعبين من الموسم الماضي، ولأنني كنت المسؤول الأول عنهم اجتمعت بهم وتحدثت معهم بصراحة عن هذا الأمر وخيرتهم بين تحمل الأزمة المالية إلى نهاية الموسم وأن نتعب ونجتهد حتى نكلل جهودنا بالصعود، أو نتوقف أمام الأزمة وننسحب حتى لا يأتي لاعب بعد ذلك ويتعلل أو يتحجج بعدم تسلمه مستحقاته ويضيع تركيزه ونفقد أمل الصعود.
10
هل كنت واثقاً من الصعود بالوحدة إلى الممتاز؟
لا يوجد مدرب في العالم يضمن مصير فريقه قبل بداية الموسم، إلا أنني منذ أن تعاقد النادي معي خلال فترة رئاسة هشام مرسي رئيس النادي السابق، اتفقنا على بذل أقصى الجهد للعودة إلى الممتاز، وبالفعل أهداني ثنائي النجاح مروان دمنهوري المشرف العام وعصمت بابكر مدير الكرة ووفرا معسكراً ناجحاً في القاهرة، لكن بعد خروج اللاعبين المحترفين والمواليد حدث نوع من الخلل، إلا أن إرادة اللاعبين وانضباطهم في التدريبات والحزم في المواعيد ورفض الغيابات أو التراخي وزرع الثقة في نفوسهم زاد من ثقتي في التأهل إلى الممتاز.
11
ما أصعب مباراة واجهتك
في الدوري؟
مباراة الشعلة في الجولة 26 بالخرج، والتي فزنا فيها 2ـ1 لأننا كنا في أشد الحاجة إلى الفوز لإعادة الثقة للاعبين بعد الخسارة من القيصومة 3ـ2 في الجولة 25، والحمد لله كانت نقطة تحول كبيرة في المحافظة على القمة.
12
وما المباراة التي منحتك الضوء الأخضر للصعود؟
مررنا بانطلاقة قوية بفوز ثلاثي متتال على جدة والطائي والكوكب في الجولات 16 و17 و18، وقتها أحسست أننا صاعدون إلى الممتاز، خاصة بعد الفوز على الكوكب في ملعبه.
13
بم تفسر غياب الفرق الكبيرة كنجران والخليج والعروبة عن المنافسة؟
هذا أمر طبيعي أن تتدهور أحوال هذه الفرق التي تركت الممتاز، لعوامل كثيرة، أبرزها الأزمات المادية التي عانت منها تلك الأندية، بالإضافة إلى رحيل أفضل لاعبيها إلى الأندية الأخرى بعد الهبوط، للفارق الشاسع بين الدوريين، لأن نفسية اللاعبين تلعب دوراً كبيراً في تراجع النتائج وابتعادهم عن المنافسة.
14
هل تقبل العمل مع جهاز غير تونسي على غير عادتك؟
طبعاً أعمل مع أي جهاز، لأن الكرة لا تعترف بالأوان، وأنا كما قلت مراراً وتكراراً مدرب محترف، وسبق لي العمل مع مدربين مصريين وبرازيليين وغيرهم من غير التوانسة، فالكرة احتراف لا تعترف بالجنسيات.
15
ماذا عن العروض التدريبية الجديدة التي وصلتك؟
بالفعل تلقيت أكثر من عرض للعمل داخل المملكة ومن الخليج، لكني رفضت الانشغال بأية مفاوضات إلا بعد الانتهاء من تتويج فريق الوحدة الذي احترمه كثيراً بحكم الأمانة التي تربطني به.
16
من اللاعب الذي كنت ترتكز عليه
في خططك الفنية؟
أنا من المدربين الذين يؤمنون بالكرة الجماعية والأدوار اللا فردية، لذلك لا أعتمد على لاعب بعينه بل أبني كل استراتيجيتي على الأداء الجماعي وهو سر من أسرار النجاح.
17
هل ترشح أي لاعب من الوحدة للانضمام إلى صفوف المنتخب السعودي؟
يوجد لاعبون صغار السن أمامهم مستقبل كبير مثل عبد الإله المالكي وجابر عسيري ومحمد العتيبي وعصام القرني والبراء با عظيم ونواف الحارثي والحارسين عبد الله الجدعاني ومحيا السلمي، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من اللاعبين الخبرة بالفريق أمثال موسى مدخلي وليد محبوب وكامل المر ومهند الفارسي وساري عمرو.
18
رسالة شكر إلى من توجهها؟
إلى هشام مرسي رئيس النادي السابق الذي وفر لي كل الإمكانيات في بداية تولي المسؤولية، إضافة إلى مروان دمنهوري المشرف العام وعصمت بابكر مدير الفريق اللذين بذلا جهداً خارقاً من أجل تحقيق الصعود، فهما شريكان في النجاح مع اللاعبين الذين أثبتوا أنهم من معدن خاص له بريق، كما أوجه شكري لجهازي الفني المعاون المكون من كمال زعيم ويوسف جميل مساعدين ومحرز بن يصلح مدرب اللياقة ومحمد الربيعي مدرب الحراس وشكري العلويني ومحمد فريح ووسام شعيبات
19
كيف ترى تكليف حاتم خيمي برئاسة نادي الوحدة؟
حاتم خيمي قائد تاريخي لنادي الوحدة، ووجوده على قمة الهرم الرياضي للوحدة إضافة كبيرة لا يستطيع أحد أن ينكرها، وبالتأكيد سيكون أكثر حرصاً على النادي لاسيما وأنه لاعب كرة سابق ويدرك تماماً احتياجات المنظومة الفنية والإدارية بشكل قريب جداً من نفسيات اللاعبين مع خالص شكري للرئيسين السابقين هشام مرسي والسفير محمد طيب.