في ملاعب أوروبا من السهل أن تتغير النظرة من اللاعب من أقصى اليسار إلى اليمين والعكس؛ فالأمر تتحكم فيه نظرة تجار وسماسرة السوق أكثر منه تقييمات الفنيين أو الجماهير وخبراء المستطيل الأخضر.
هدف جاريث بيل الخرافي وتوأمه الكارثي في شباك الفتى الضائع الألماني كاريوس حارس ليفربول الإنجليزي في نهائي أبطال أوروبا، جعل فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي يرفع سعر الويلزي بيل بعد أن كان يشك الكل في استمراره في صفوف الريال، وهو الذي بقي على دكة البدلاء الموسم المنقضي أكثر مما أمضاه داخل الملعب!
الأهداف الخرافية لا تعني الأفضلية المطلقة، لكن لا أحد يمكنه تجاوز تأثيرها على عقل الجمهور وقدرتها على منح اللاعب فرصًا أكثر للتألق، وفي سوق الانتقالات الأوروبية لا يرتبط الأمر بالجانب الفني البحت، ثمة أمور تهم المسوق توفرها في اللاعب تتعلق باستثماره في الإعلان أهمها قابلية تجاوبه مع آلة النفخ التي يمكن أن تحوله إلى نجم أسطوري.
كريستيانو رونالدو بكل تاريخه الذهبي لعب بمهارة بأن يبقى على قمة الأفضل لا يزاحمه عليها إلا ليونيل ميسي، لم تكن في كل الأحوال كرة قدم خالصة، لكن الأهداف التي يسجلها تبعث الحياة في المدرج، أهداف النجوم تعزز الثقة في نفوس الأنصار وتثير الغيظ في الخصوم، لها تأثير على المباراة ومجريات التنافس، هدف جاريث بيل الثاني للريال في ليفربول يمكن وضعه في أهم متاحف كرة القدم، لكن الأمر ربما لا يصل إلى شيء، وهذا يختلف عن لوكان كريستيانو هو من فعل ذلك!
النجوم من خلال مديري أعمالهم وشركات التسويق والعلاقات العامة التي تحيط بهم يدرسون كل الاحتمالات، هم يفعلون كل شيء من أجل تلميع صورة “منتجهم”، ينصحونه بفعل بعض الأشياء ليمهد الطريق لهم لكسب مزيد من المال أو سنوات اللعب، رونالدو في تصريح تلفزيوني نغص به فرح جماهيره لم يكن راضيًا بعد نهائي “كييف”، بالرغم من أن فريقه حقق الكأس الأوروبية، وهي الثالثة على التوالي والسبب بسيط لأنه لم يكن هو البطل في هذه المباراة!
من مصلحته أن يثير بعض الزوابع في هذا الوقت؛ فقد خسر بعض نقاط جائزة الكرة الذهبية، وهو لا يثق في ما سيقدمه منتخب بلاده البرتغال بعد أسابيع في روسيا، من ذلك ألمح إلى الرحيل عن الريال فور انقضاء المباراة؛ فإما أن يحرك عاطفة ناديه لإرضائه بالموافقة على مطالب الاستمرار أو هي فرصة اللعب لناد آخر تكون بمثابة عمر جديد.