من الصفر.. برنامج يقدمه الزميل مفيد النويصر في عامه الثالث على MBC.. يستضيف الناجحين والناجحات في المجتمع.. يناقشهم حول الصفر الذي من خلاله انطلقوا لحين وصلوا إلى القمة.. وبعضهم حول الصفر إلى أصفار لا تعد ولا تحصى في خانة اليمين طبعًا.. 

المتتبع للبرنامج تأسره مسيرة العصاميين ويبدأ يفكر في كيفية الاستفادة مما ذكره الضيف حتى يبلغ شيئًا مما بلغ.. ولكن مثل هذا النوع من البرامج لا يحظى بجماهيرية وافرة، ولا يتغنى مذيعها بالوصول إلى "الترند"، ولكنه يقدم الكيف على الكم.. في جنبات ضيوف النويصر تجد معنى لعبارة أن الحياة كفاح.. وإجابة عن سؤال: كيف بلغوا المجد؟ وأنت تتابع تعيش لحظات جميلة مع سيرة ومسيرة أناس غيّروا حياتهم إلى الأفضل..

هنا أتساءل: لا أعلم ماذا يستفيد المشاهد من مصالحة أحلام مع نوال على الهواء مباشرة.. أو عندما يخرج فهد الهريفي ويذكر أنه لن يسامح سامي الجابر على ما بدر منه قبل ما يقارب من 28 عامًا في المونديال؟! العرب لا يحبذون تكرار أداة "أو"؛ لذا سأتوقف وإلا فإنها كثيرة.. وأعيد التساؤل: هل تلك المواقف ستجعل الرجل متفوقًا في حياته والمرأة تصبح سيدة أعمال مستقبلاً والشباب سيختارون طريقهم بنجاح؟! لا أعتقد..

وكنت أتمنى أن يقف الحال على ما سبق، بل إن في برامج أخرى يتمايل المذيع ويتراقص بعد أن وصل إلى "الترند".. وآخر نسي أو تناسى أنه مذيع وبدأ يغني على الهواء مباشرة قبل أن يرقص.. أي إعلام وأي رسالة تقدمونها!! هناك برامج تجعلك تنطلق من الصفر لتتطور وأخرى تجعلك حبيسًا رهن الصفر.. أو صفراً على «الشمال».