أصدرت الهيئة العامة للإحصاء مطلع مايو الجاري نتائج مسح ممارسة الأسرة للرياضة لعام 2017، وهي أحد بنود برنامج جودة الحياة 2020 المنبثق عن رؤية 2030، التي تهدف إلى إجراء العديد من الدراسات والخطط التنموية في المجال الرياضي؛ لدعم المبادرات التي من شأنها أن تزيد من ممارسة الأسر للرياضة والارتقاء بها من 13% إلى 40% بحلول عام 2030.
وأظهرت النتائج أن نسبة ممارسي الرياضة بلغت "14.89%"، أي أن هناك زيادة "1.89%" عما كانت عليه في آخر إحصائية، وهي بلاشك نسبة إيجابية تتناغم مع المرحلة، وتشير إلى أن هناك تقدمًا في هذا الاتجاه، صحيح أن الرقم لا يتطابق مع ما أعلنه رئيس اتحاد الإعلام الرياضي، الذي أكد أن النسبة ارتفعت إلى "23%، وهي نسبة مرتفعة جدًّا، ولاسيما أننا نتحدث عن فترة وجيزة ودون أن تكتمل الدراسات والبرامج الداعمة لزيادة عدد ممارسي الرياضة.
المسح أوضح أن نسبة ممارسي الرياضة في المرافق العامة "59.04%"، بينما بلغت نسبة ممارسي الرياضة في المراكز "15.11%"، وفي المنازل "14.75%"، وفي الأندية "8.28%"، وفي الجامعات والمدارس "1.63%"، وفي أماكن أخرى "1.19%"، كما كشف المسح أن أسباب عدم ممارسة الرياضة تباينت ما بين الذين لا يرغبون في ممارسة الرياضة بنسبة "50.47%"، بينما بلغت نسبة الذين لا يتوفر لهم الوقت الكافي "32.11%"، أما أولئك الذين لا تتوفر لهم المرافق فبلغت نسبتهم "14.65%"، ولأسباب أخرى بنسبة "2.77%".
وشخصيًّا أرى أن من يقول إن ليس لديه وقت كاف غالبًا ينضم إلى من لا يرغب في المزاولة، كذلك الحال بالنسبة لمن يقول إن لديه أسبابًا أخرى أي أن إجمالي عدم الراغبين في مزاولة الرياضة تصل إلى نحو "85%". ومن المفترض أن نسعى حثيثًا لثنيهم عن توجهاتهم من خلال التعريف بأهميتها وانعكاساتها على الصحة، عبر إعلانات واسعة ومنتظمة وزيارات ميدانية وتثقيف الطلاب في المدارس، والملاحظ أن الغالبية تمارس نشاطها في المرافق العامة. وللإنصاف هناك عمل في هذا الاتجاه، ولكن يحتاج إلى تكثيف، كما أن تحمل هيئة الرياضة لجزء من فاتورة الاشتراك في المراكز الخاصة يساعد على زيادة الإقبال عليها والأندية يجب أن تستوعب محبيها ليمارسوا النشاط الرياضي في مرافقها مقابل رسوم رمزية أو مقابل الاشتراك في برنامج ادعم ناديك، ولعل الفاجعة أن نسبة ممارسي الرياضة في المدارس والجامعات لم تتجاوز "1.63%"، وهنا نحتاج إلى وقفة في مقال آخر.