الموسم الكروي 2017 ـ 2018 الذي انتهى مطلع هذا الأسبوع، لعبت فيه على مستوى الأندية الممتازة المحترفة مسابقتان "الدوري السعودي للمحترفين" و"كأس خادم الحرمين الشريفين"، الأولى حققها الهلال والثانية حصل عليها الاتحاد، وتوزعت بطولات الموسم الأخرى في بقية الدرجات والفئات السنية على أكثر من ناد، لكن قطعا علامة النجاح تقاسمها الهلال والاتحاد.
نجاح وفشل الموسم يربط بالحصول على واحدة فأكثر من البطولات التي يشارك بها الفريق محليا وخارجيا، كذلك يعتمد فيه التقييم على اللعب على مستوى الفريق الكروي الأول بحسب تقاليد ملاعب العالم، لكنه ليس بالضرورة يعني أن ناد مثلا صعد من الدرجة الأدنى لا يعد موسمه ناجحا أو غيره ممن حقق بطولات على صعيد الشباب والأولمبي والناشئين، إنه لم يصنع لنفسه في الموسم مايذكر، إلا أن ذلك يظل بعيدا عن تطلعات الجماهير واهتمامات الإعلام.
زين الدين زيدان النجم الذي ازداد اشتعالا بنجاحاته التدريبية القياسية قال بوضوح إن مصاعب تحقيق الدوري تفوق ما يمكن أن يحدث في بطولة أبطال أوروبا، البعض هنا أزعجه ذلك من خلفيات ربما بعضها يتعلق بأن تظل فكرة البطولة القارية هي الشبح للخصوم، بينما ذهبت التعليقات في أوروبا تجاه أن زيدان يحاول تبرير عجزه عن تحقيق "الليجا" هذا الموسم وخشية من أن يفقد أيضا البطولة الأوروبية.
عاد مجددا زيدان في تصريح جديد ليوضح أنه يعلم أن أهمية أبطال أوروبا تفوق بطولة الدوري، لكن ما يمكن أن تصرفه من جهد ووقت ومال وصحة في الدوري أكثر بكثير منه في بطولة الأبطال، 38 جولة في حوالي العشرة أشهر بدءاً من التحضير وسوق الانتقالات الصيفي والشتوي، وجهد بدني وضغط نفسي وجماهيري ومطبات فنية وتضارب في النتائج، وما يتحقق للنادي من عوائد، وعدد الحضور الجماهيري في الملاعب، ونسبة المشاهدة على مستوى العالم طوال الموسم، كل ذلك يعني أن الدوري هو علامة الجودة وأقوى من كل المسابقات وذلك يختلف عن الأهم أو الأغلى.
الموسم المقبل سيضاف إلى "الروزنامة" كأس السوبر، أيضا ستكون من نصيب أحد بطلي هذا الموسم الهلال والاتحاد، وهذا يعني ضمان الدخول في قائمة الناجحين في الموسم، مع الأخذ في الاعتبار أنه سيكون مختلفا عن ما سبقه من مواسم، ولعل التوقع فيه صعب للغاية على الأقل إلا بعد متابعة برامج التحضير ونوعية الانتدابات المحلية والأجنبية وطبيعة المشاركات الودية أو البطولة العربية، حيث سيكون لذلك دور في رسم الملامح، لكن جولات الدوري الـ32 وما ستنتهي عليه هي الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها فعلا كما قالها زيدان.