حقًّا، كانت الجوهرة مشعَّة في كل شيء. سلمان العطاء يرقص فرحًا في لقاء شعبه، والجماهير تردِّد: عاش سلمان ملكنا، عاش سلمان.
السماء تزيَّنت بوجه السعد "سلمان"، ووجه العطاء "محمد" في لوحة فنية لا مثيل لها، وتلك النجوم الصناعية أضاءت سماء الوطن في احتفال نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الاتحاد والفيصلي الذي كسبه العميد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لعنابي سدير.
الهيئة العامة للرياضة، بجهود رئيسها المستشار تركي آل الشيخ، عملت نقلة غير مسبوقة بتحويل نهائي كأس الملك إلى عرس كروي، في احتفالية عالمية، احتضنت أصالة الماضي وجمال الحاضر.
ما حصل في الجوهرة من حُسن تنظيمٍ، وإمكانات كبيرة، أبهرت الجماهير في المدرجات، والمشاهدين خلف الشاشات، يجعلنا ندرك الحالة الاستثنائية التي نعيشها اليوم، بأن الرياضة السعودية في مختلف أحداثها، أصبحت على طراز عالمي.
لن يصدق أحدٌ لو قلت له: إن أرض ملعب الجوهرة احتضنت قبل أسبوعين بطولة المصارعة العالمية! إذ كيف استطاع هؤلاء أن يعيدوا أرض الملعب إلى طبيعتها السابقة قبل هذا الحدث الرياضي التاريخي الكبير؟!
ما من شك في أن الهيئة العامة للرياضة تحوَّلت إلى خلية نحل في الأيام الماضية، وعملت ليلَ نهارٍ بروح الجسد الواحد، سابقت الزمن وتجاوزت العقبات من أجل أن ينعم الوسط الرياضي بنهائي كأس الملك بأسلوب إبداعي لم نعشه في رياضتنا في أي فترة مضت. هي الحقيقة لا يمكن قول غيرها: إن نهائي الملك مساء السبت الماضي سرق الإعجاب من قلوبنا، وخطف الانبهار من عيوننا ونحن نعيش في تفاصيل المدرجات التي أصبحت لوحة مضيئة، تحكي تاريخ الوطن ومستقبله المشرق وسط أنغام فنان العرب محمد عبده الذي جعل الألعاب النارية تتراقص على عذوبة صوته في مشهد رياضي، سيبقى في ذاكرتنا سنوات طويلة.
لا يبقى إلا أن أقول:
ما فعلته الهيئة العامة للرياضة في نهائي كأس الملك من الناحية التسويقية يعد أمرًا مهمًّا في رفع قيمة البطولة بوصفها منتجًا يجذب مختلف الشركات من أجل رعاية البطولة بمبالغ مالية أضعاف أسعار الرعاية في الوقت الراهن قبل هذا الحفل المبهر.
قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
هل شاهدتم كيف بالعزيمة نستطيع أن ننظِّم بطولة بأسلوب عالمي؟
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..