ختام موسم كروي بتشريف ورعاية كريمة مثلت تاج فخر على جبين كل الرياضيين، ونجمة ذهبية على صدر كل المنتسبين لناديي الاتحاد والفيصلي اللذين حظيا بلعب النهائي على كأس الملك خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم والعزم.
مواجهة الكأس ليلة البارحة هي واحدة من ثلاث مباريات تم تصنيفها بعدم المتكافئة فنيًّا؛ فقد سبقها إلى ذلك نهائيان لعبهما التعاون أمام النصر والطائي مع الاتحاد، حيث احتكرت الأندية الكبيرة والمتوسطة اللعب على نهائيات الكؤوس والفوز بها.
الفيصلي أفضل ترتيبًا في سلم الدوري "السادس" من الاتحاد "التاسع"، لكن النظرة عادة تتجه إلى سجل البطولات والتاريخ والشعبية، وهي في صف الاتحاد، لكن وصول الفيصلي جاء عبر طريق أصعب مما واجهه الاتحاد، ويكفيه تأهله على حساب وصيف الدوري الأهلي، وما انتهت عليه مباراة البارحة كنتيجة، إما سترصد بشكل اعتيادي إذا ما نالها الاتحاد أو تاريخية إن حققها الفيصلي.
ولأنني أكتب هذه الزاوية قبل ساعات من انطلاقة المباراة، سأكتفي بتهنئة الفريقين اللذين حظيا بهذه الفرصة والشرف، ولا أجد نفسي متحمسًا للتكهن بأي نتيجة؛ لأن ذلك أمر صعب، وإذا ما أقدم أحد عليه عادة هو يطلق كلامًا في الهواء لن يجد من يحاسبه عليه، ويجني مكاسبه إذا ما صح!
وصول الأندية المتوسطة أو الصغيرة إلى نهائيات الكؤوس ظاهرة عالمية، لكن طريقة التعاطي معها تختلف من مجتمع لآخر، وهي دائمًا تحتاج إلى تحليل فني وليس عبارات إنشاء وحشو كلام يكون مديحًا في من أحدث المفاجأة، من خلال تجاوز أنها مفاجأة لا تتكرر إلى تشغيل أسطوانة أن هذه الأندية تستطيع، وأن الفكر هزم المال والإخلاص قضى على اللامسؤولية، مع أن الأمر لا تكاد تطلع عليه شمس الغد حتى يعود كل ناد إلى مكانه!
من أبرز مفاجآت هذا الموسم على مستوى ملاعب العالم وصول نادي ليزيربييه إلى نهائي كأس فرنسا في مواجهة سان جرمان، بالطبع المباراة انتهت بهزيمته 0 / 2 وليزيربييه نادي درجة ثالثة على مشارف الهبوط أيضا، وميزانيته أقل من مليوني يورو في مواجهة 450 مليون يورو ميزانية باريس سان حرمان، لكنه ضمن بالوصافة اللعب الموسم المقبل في الدوري الأوروبي.. الفكرة أن مباريات خروج المغلوب هي عكاز لمن لا يستطيع المشي لكن بشرط أن يكون صبورًا وجادًّا ومكافحًا، وعلى أن يعلم أيضًا أنه لا يزال لم يغادر شريحته وإن تحقق ذلك متى أراد مسألة أخرى مختلفة.