|


د. حافظ المدلج
القرارات الجريئة
2018-05-09

أتذكر حين دخلنا تشكيل اتحاد كرة القدم في فبراير 2001، كان الأعضاء متحمسين لإحداث تغيير جذري يساعد على إحداث نقلة نوعية في كرة القدم السعودية، وكانت بعض القرارات تلقى القبول والموافقة من الأندية والإعلام والجماهير؛ فتطبق على أرض الواقع وسط ترحيب الغالبية، بينما تواجه بعض القرارات بالرفض الشديد من الأندية التي تفكر في مصالحها الخاصة؛ فتتعثر تلك القرارات أو تتأخر أو تتغير، يحدث ذلك مع "القرارات الجريئة".



واليوم تعيش الرياضة السعودية عهدًا جديدًا شعاره "الحزم والعزم"، تتخذ فيه قرارات جريئة توافق عليها الأندية دون اعتراض، ويدعمها الإعلام دون تردد ويبقى للجماهير صوت يحكمه العقل حينًا والميول أحيانًا، وربما أحتاج لعدد من المقالات للحديث عن تلك القرارات التي تستحق الإشادة وتسليط المزيد من الضوء عليها وعلى النتائج المرجوة منها، ولعلي أهنئ الاتحاد على دعم القيادة التي ساهمت بشكل كبير في قدرته على اتخاذ "القرارات الجريئة".



برأيي المتواضع أن القرارات التي تمّ اتخاذها ستحدث نقلة نوعية غير مسبوقة في الكرة السعودية، ستظهر آثارها في الموسم القادم، ولعلي اليوم أكتفي بالإشارة إلى قرار السماح بتسجيل 28 لاعبًا فقط في كشوفات الفريق الأول، تشتمل على خمسة نجوم من درجة الأولمبي، وبحسب رغبة النادي سبعة أجانب واثنين من المواليد، وبالتالي لن يبقى للنادي سوى 14 من السعوديين فوق 23 سنة، وهو قرار شابت رؤوسنا حين كنا أعضاء بالاتحاد في محاولة تطبيقه، فقد جئنا وعدد اللاعبين المسموح بتسجيلهم 40 لاعبًا من دون لاعبي درجة الأولمبي؛ ما يعني تكدس النجوم بشكل أضر الكرة السعودية، فحاولت لجان الاتحاد حينها تخفيض العدد ونجحت في الوصول إلى 33 لاعبًا، وبقيت المشكلة في درجة الأولمبي، حتى جاء قرار إلغاء درجة الأولمبي وتحديد العدد بـ28، الذي أعتبره أهم وأفضل "القرارات الجريئة".



تغريدة tweet:

أتمنى من الأعزاء بالاتحاد السعودي لكرة القدم، استثمار الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرياضية في هذه المرحلة التصحيحية التي نعيشها اليوم، فهذه الفرصة الذهبية تمثل طوق النجاة الذي طال انتظاره لإعادة توجيه السفينة نحو أهدافها البعيدة، وسننجح بإذن الله في الوصول لأهداف أبعد إذا تمّ استثمار هذه المرحلة بالطريقة التي تخدم الصالح العام وتحقق طموحات القيادة والوسط الرياضي بإذن الله، وعلى منصات القرارات الجريئة نلتقي،،،