جاء وقع كلمات تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة، كصوت المطر على أسماعنا. فرحنا بإعلانه دعم الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، مشروع تطوير كرة القدم السعودية، وفرحنا بتحديد المستشار هدفًا واضحًا، وهو أن يصبح الدوري السعودي ضمن أفضل عشر دوريات في العالم بحلول العام 2020.
الدوري السعودي احتل المرتبة الـ 29 على العالم عام 2017، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، لذا يعد الوصول إلى هدفنا صعبَ المنال، لكن مَن يعيش في السعودية اليوم، يعرف أن "المستحيل" ألغي من قاموس كلماتنا، فأحلامنا كما قال سيدي ولي العهد ليس لها حدود إلا مع السماء.
سأطرح بشكل أسبوعي، من خلال هذه الزاوية، اقتراحات عدة لمساعدة دورينا في الوصول إلى الهدف المنشود. اقتراح اليوم هو إلغاء مضمار ألعاب القوى في جميع ملاعب الدوري السعودي، فالمضمار بلونه الطيني الكئيب، ووجهه الأثري القبيح، يجعل المباريات تبدو وكأنها من "زمن الطيبين". شكل المضمار على الشاشة لا يسر الناظرين، ولا يعطي الجاذبية المطلوبة لدخول سباق العشرة الأوائل.
معظم الملاعب السعودية صغيرة الحجم أصلًا، ولا تتمتع بمقاسات الملاعب الدولية، لذا إلغاء المضمار لن يجعلنا فقط نتخلَّص من غباره، بل وسيساعد على زيادة مساحة "المعشب الأخضر"، ويقرِّب الجمهور أكثر من مسرح الحدث.
ملاعب اليوم في العالم تُبنى دون مضمار حتى الملاعب التي بُنيت بمضار بدأت تتخلَّص منه. عندما تسلَّم نادي وست هام يونايتد ملعب لندن الأولمبي الذي أقيمت عليه منافسات أولمبياد 2012، نصحهم روبن رودي، المهندس المعماري الشهير، بإزالة المضمار نهائيًّا إذا ما أرادوا خلق جو كرة قدم حقيقي، فالملاعب دون مضمار، هي التي جعلت الدوري الإنجليزي الأجمل على الشاشة.
وهذا ما فعله نادي ريال سوسيداد عندما بدأ الصيف الماضي العمل على إزالة المضمار مع استمرار إقامة المباريات على الملعب بشكل طبيعي. لن تتخيلوا جمال الملعب بعد انتهاء المشروع.
من الصعب أن يصل الدوري السعودي إلى المرتبة التي نتمناها دون التركيز على الملاعب بشكل مكثَّف، وإظهارها بصورة جذَّابة وجميلة على الشاشة. إزالة المضمار من ملاعب الملز، والدمام، وبريدة، والأحساء وغيرها من المناطق، سيساعد الدوري السعودي بشكل كبير على مسابقة الزمن، وقفز الحواجز في الطريق لمزاحمة الكبار.
ملعب الجوهرة، وملعب جامعة الملك سعود نموذجان رائعان لما أتحدث عنه. المقارنة بين المباريات المنقولة من ملعب الجوهرة، والملاعب الأخرى، تكشف لنا مقدار الكآبة التي يضعها المضمار على ملاعبنا.