لولا مداخلة رئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ في القناة الرياضية السعودية، وتفنيده حديث نائب رئيس النصر سلمان المالك في حينه؛ لتحول النصر وإدارته ومعهم المالك إلى أبطال تاريخيين همهم الوحيد الحفاظ على المواثيق ولا غيرها، حتى لو كان فيه مساس مباشر بناديهم.
هكذا أتصور ما سيكون عليه المشهد، لولا أن رئيس الهيئة تدخل في الوقت المناسب وكشف ما كان مستورًا، ومن لعب من تحت الطاولة لإدارة المالك المؤقتة وانقلاب كامل على ميثاق الشرف الذي كان قائمًا وقتها ولم تعلن وفاته إلا لاحقًا.
والمالك بصفته رئيسًا للنصر وليس بصفته الشخصية، حاول الادعاء والتدليس على جماهير النصر قبل جماهير الأندية الأخرى، والتصوير أن فريقهم كان ضحية ومجنيًّا عليه، بينما الواقع يثبت عكس ذلك تمامًا وفقًا للمعلومات المهمة التي ذكرها رئيس الهيئة العامة للرياضة بكل شفافية وتجرد وعلى الهواء، ولم ينتظر فيها تركي آل الشيخ وقتًا حتى يرد ويوضح ويكشف "كلها مجتمعة وعلى طريقة المثل الشعبي الدارج "حار بحار" لا مجال أبدًا للعب على مشاعر الجماهير. وإنما هي الحقيقة فقط.
وفي واقع الأمر لم أتفاجأ شخصيًّا من كلام نائب رئيس النصر الذي كان رئيسًا وتحول إلى نائب فيما بعد، بل على العكس تمامًا، وإنما المفاجأة السارة هي مداخلة رئيس الهيئة العامة للرياضة التي جاءت في وقتها، وأظن أنها ستكون درسًا للمالك وبقية العاملين في الساحة الرياضية، وتعطي رسالة واضحة "لن تخدعونا بعد الآن".
والحقيقة التي لا تقبل الشك أو المراوغة، أن "الهياط" ليس شيئًا جديدًا بالنسبة للنصراويين، بل يكاد عادة احتكروها منذ سنوات، لكن الفارق الوحيد فيها هذه المرة، وجود شخص بمثل آل الشيخ لا يقبل أنصاف الحلول ويقف مع الجميع على مسافة واحدة. دعم الكل بالملايين وأولهم النصر وإدارته، ويريد من الكل أيضًا الصدق وعدم تزييف الحقائق والعزف على وتر الجماهير وإمدادها بمعلومات كاذبة أو غير صحيحة على أقل تقدير.
والهياط الذي تعود عليه النصراويون ردحًا من الزمن ولم يجلب لهم ولا لجماهيرهم سوى الهم والكدر والضغط والسكر، لم يعد الزمن زمنه، وليس من المقبول أن تمرر لجماهيرك أن ميثاق الشرف وحده ولا غيره هو من وقف حائلاً بينك وبين التوقيع مع أبرز النجوم وأنت لا تملك أصلاً مالاً يؤهلك إلى مجرد الاقتراب منهم وليس التوقيع.. قمة التناقض والهياط!!
بقي أن أشير إلى أن النصراويين مطالبون قبل غيرهم بالتخلي عن العادات الضارة، وفي مقدمتها الهياط ولا غيره.