|


أيمن الطويل
الحوكمة وخصخصة الأندية 1ـ 2
2018-04-23

أضحى مفهوم الحوكمة يحتل مكانة رفيعة وهامة في المؤسسات والشركات المساهمة منها المدرجة أو غير المدرجة في السوق المالي السعودي، وأصبحت مبادئ الحوكمة الإدارية مطلباً كذلك في القطاعات الحكومية أو الشركات والمؤسسات المملوكة للدولة، حتى أضحت رؤية المملكة 2030 والتي تبنتها القيادة الرشيدة ـ حفظها الله ورعاها ـ واضعةً إطاراً عاماً للحوكمة نحو تحقيق أهداف الرؤية بما يضمن حوكمة الأعمال ورفع الكفاءة وتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة. 



فالحوكمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنهج الإداري والمالي الفعّال الذي يحفظ الحقوق ويحدد المسؤوليات ويضع الأُطر العامة للرقابة بشقيها الداخلي والخارجي ويحقق الدرجات اللازمة من مستويات الإفصاح والشفافية.  



كأحد أبناء هذا الوطن الغالي ومن العاملين في مجال الحوكمة والالتزام بالشركات المساهمة العامة، أسعدني رداً للمستشار تركي آل الشيخ، الرئيس العام لهيئة الرياضة، والذي كان في مقتضبه يشير إلى أهمية تفعيل مناحي الحوكمة الإدارية على مستوى الجهة المشرفة ممثلةً في الهيئة العامة للرياضة والأندية الرياضية في المملكة، كما وقد أشار سابقاً إلى أن خصخصة الأندية ما زالت في حاجة إلى فترة زمنية كافية للتحول، وهو ما يجعلني أتفق معه من حيث المبدأ لأن تفعيل الحوكمة ووضع الإطار المناسب لها يحتاج إلى تعاون مشترك بين الجهة الإشرافية والقطاع الرياضي ممثلاً بالأندية، ولتستطيع الأندية اجتياز مرحلة التحول والانتقال للخصخصة، فمن الواجب عليها أن تعيد بناء البنية التحتية وتضع المقومات الرئيسية، والبيئة الإدارية السليمة وإطاراً عاماً للحوكمة يؤهلها لتكون شركات ذات ربحية مستدامة ترتبط بأهداف وإستراتيجيات وهيكلة إدارية مناسبة تتماشى مع رؤيتها وتطلعاتها المستقبلية.  



من الناحية الإدارية، فالأندية ما زالت بعيدة عن تطبيقات الحوكمة وأوجه القصور في ذلك مشتركة بين إدارات الأندية ذاتها والجهة المشرفة التي لم تُفّعل الدور الرقابي ولفترات زمنية طويلة جعلت من الأندية تمارس نهجاً إدارياً لا يعتمد على رؤية واضحة وأسس ملزمة وخطوط عريضة، خاصة فيما يتعلق بالموازنات المالية التقديرية والقوائم المالية السنوية والمراجعة الداخلية وغياب المحاسبة والشفافية.  



قد تكون الصورة العامة اليوم غير واضحة المعالم في الكيفية التي ستتحول بها الأندية إلى شركات والخيارات عديدة ومتنوعة ولكن ما يهم هو التطبيق السليم وتأهيل الأندية بشكل تدريجي للمستقبل القادم بمشيئة الله، وكلنا ثقة بالمستشار والذي بدوره وفي فترة وجيزة نجح في إحداث نقلة نوعية في الرياضة بشكل عام، وهو بلا شك قادر أيضاً على إحداث نفس النقلة في خصخصة الأندية وتحولها إلى شركات تساهم في تحقيق رؤية المملكة.