قبل الجولة العشرين فقط، ذكرت هنا أن اللقب انحصر بين الهلال والأهلي، وفي الأول من فبراير الماضي ذكرت أيضًا أن البطل لن يحصل على أكثر من 58 نقطة، وحينها كان رصيد الهلال 39، والأهلي 37، أما لماذا، فهذه أسبابه:
الأول أن الفريق الأهلاوي ظهر قادرًا على المنافسة عناصريًّا، ولم تكن حينها تحيط به ظروف إدارية، أو مشكلات فنية ما جعل الظهور الهلالي مع بدء الموسم لا يشكِّل خطرًا عليه، كذلك على أندية النصر، والاتحاد، والشباب، والفرق الخمسة هي المرشحة الدائمة لتحقيق البطولة، إذ لم تنبِّئ بداياتها بأي قدرة على الدخول في منافسة حقيقية!
أما السبب الذي لا يجعل بطل الدوري الأهلي، أو الهلال لا يحصل على أكثر من 58 نقطة، فهو أن فرق الوسط فما دون لم يعد من السهل جمع نقاطها، وستلعب نتائجها مع الفرق المرشحة دورًا في تساقط النقاط دون تغيير المراكز بطريقة النسبة والتناسب، حيث يستمر الطامح في اللقب متقدمًا، وتبقى هذه الفرق في مراكزها، لكن مع حسبة نقاط أقل، وهذا ما تم.
اليوم سيتوقف الكلام، أو أنه لابد أن يتوقف فمع تتويج الهلال، أو الأهلي لا يبقى بالمنطق ما يمكن أن يُشار إليه أكثر من أن البطل استحق ما أنجزه فقد أمضى الفريقان الجولات الخمس والعشرين الماضية في جهد جهيد، وجلد وصبر، وعمل وعطاء، ومن ذلك تأتي قيمة بطولة الدوري، وحجمها، وتعبيرها المتفق عليه بأنها تاج البطولات، والانعكاس الصحيح للفريق الأقوى والأفضل في الموسم.
أمام الأهلي إنهاء مباراة ليست بالسهلة، لكنه قادر على تخطيها، لأن فريق أحد الذي يستعد لمباراتَي الملحق، يفترض ألا يستنفد جهده، وألا يخسر أيًّا من عناصره، ولذلك عليه أن يلعب مباراة متوازنة لا إفراط ولا تفريط، فيما سيكون وضع الهلال أمام الفتح أصعب، فالفتح رابع الدوري بـ 36 نقطة، وعليه إذا أراد البقاء في هذا المركز ألا يخسر على أقل تقدير تحسبًا للتعاون والفيصلي “34 نقطة” ما يعني أن الأمر ليس في يد أحد الفريقين.
من السهل أن نقول للهلال: إن في مقدوركم، أو لزامًا عليكم إنهاء مواجهة الفتح بالانتصار من أجل التتويج باللقب، لأن الفريق ما زال وعلى الرغم من كل ما أصابه يملك ما يتفوَّق به على الفتح، وهذا طرح مقبول، لأن فيه ما يبرره خاصة إن حصل، فهو تتويج مستحق لفريق يمسك بزمام الصدارة في كل جولات القسم الثاني، أما الأهلي فعليه الفوز على أحد، ولا ملامة عليه لو لم تخدمه نتيجة مباراة الهلال والفتح، فأكثر ما عاب عليه عدم حسم مواجهته أمام الهلال.