فرض تعادل الأهلي والهلال في الجولة الماضية، بقاء حسم اللقب في الملعب حتى الجولة الأخيرة الخميس المقبل؛ ما يعني أن "الدوري" الذي كان يراد له كل مرة أن يكون "كأس" قال كلمته، وأسمع من به صمم!
ساهمت مستويات الهلال القوية التي بدأ بها جولات القسم الأول واحتفاظه بمباراتين مؤجلتين رغم تقدمه بنقاط أربع عن أقرب منافسيه، في إثارة هلع "نقدي" ذهب بهم إلى أكثر من تتويجه بلقب الدوري، بل "تكويشه" على بطولات الموسم بما فيها اللقب الآسيوي؟
تسابق عدد من المحللين الفنيين والإعلاميين في البرامج والصحف إلى التأكيد على تسليمهم أن "الدوري هلالي"، وساقوا ما يبرر ذلك من وجهة نظرهم، وكان كل شيء بالنسبة لهم مثاليًّا في الهلال، حتى قبل الجولة الماضية لينقضوا غزلهم ويتراجعوا عن كل قناعاتهم، ليس لأن الهلال فعلاً تراجع لحظتها مستواه؛ فذلك حدث من الجولات الأولى للقسم الثاني، ولا لأنه فقد أبرز عناصره واستبدل جهازه الفني، ولكن لأسباب أخرى ستتكشف مع الأيام!
لا يزال بعضهم يحاول التماسك حتى لا يسقط مع ترشيحه المتسرع، خاصة أن الهلال دافع عن فرصة حفاظه على اللقب في المواجهة الحاسمة السبت الماضي؛ ما جعل إمكانية تحقيقه البطولة ومعه صدق التكهنات، قرب أن يثبت وإن كان على غير ما يريده كثيرهم، لكن الأهلي لا يزال على الخط، ولن تعوقه مواجهة فريق أحد دون ضمان أكيد؛ وهو عكس ما سيواجهه الهلال من مصاعب حقيقية أمام الفتح.
تحويل الدوري من تنافس ممتد مفتوح للجميع طوال جولاته ذهابًا وإيابًا، يمنح لقبه للأكثر نقاطًا إلى مباريات كؤوس يخرج فيها الفريق المغلوب، هو في الواقع طرح إعلامي وجماهيري متهور، يلمسه المراقب عند انتهاء الجولة الأولى وما يعقبها من تهاني الصدارة ـ طرح ـ يتضرر منه التنافس ويلعب دورًا في إيهام بعض الفرق، بأنها على الطريق الصحيح وتهز ثقة أخرى، وفي الحالين يمهد بهذه القراءة الخاطئة لأن يخرج بعضهم من تنافس الملاعب "بفنون الكرة"، إلى تلاسن الشاشات والمجالس وتصدير الكرة!
هل كان الموسم الكروي قويًّا فنيًّا ومشوقًا تنافسيًّا ومثيرًا جماهيريًّا؟ أميل كثيرًا إلى ذلك، لكن الذي أنا متأكد منه أن اتحاد الكرة كان فيه الأضعف تماسكًا وسيطرة على الأحداث والقرارات، وإذا كان لاستثنائيته من أجل المونديال مبررًا في ذلك؛ فهل نجح ما مضى من برنامج إعداد المنتخب؟ وهل ذلك ما تم الوعد به؟