تترقَّب جماهير الكرة السعودية مواجهة الأهلي والهلال السبت المقبل التي إما أنها ستحسم الدوري للهلال، أو تؤجله لصالح الأهلي في الجولة الأخيرة.
الغالبية تردِّد بأن لقب الدوري سينقذ موسم الهلال، وهذا صحيح، فلم يعد له هذا الموسم إلا بطولة الدوري، لكن إذا تم له ما يريد، فهل سيكون موسم الهلال فاشلًا؟ وإذا رأى بعضهم ذلك، فماذا نسمِّي موسم الأندية الأخرى؟ ثم لماذا يهجم عليه النقاد والمحللون دفعة واحدة، ويقولون عكس ما كان يُروَّج له بأنه قناعة فنية بالفريق وعناصره ومدربه وإدارته، فالهلال ما زال الأول في المسابقة التي يمكن الحكم فيها على أطراف اللعبة كلهم. هل هناك هدف آخر مقصود بهذا التشويش والتشويه لم يعلن عنه بعد؟!
الأهلي إذا خسر اللقب فهذا يعني أنه لم تعد أمامه إلا فرصة واحدة، وهي المنافسة على كأس بطولة أبطال آسيا التي ستمتد حتى منتصف الموسم المقبل. النصر والشباب خرجا مبكرًا من دائرة المنافسة، والاتحاد له فرصة واحدة بالحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين. الصحيح أن مَن سيحقق بطولة الدوري سواء الهلال، أم الأهلي، ومَن سيفوز بالكأس الفيصلي، أم الاتحاد، يمكن تسمية موسمه بالناجح، أما التفاصيل الأخرى فستطويها العاطفة، وجزء منها سيتبخَّر مع فرحة الإنجاز!
الأندية التي سيطرت على بطولات الموسم خلال العقود الماضية، وما زالت تنافس هذا الموسم على بطولتين، فاتها الجمع بينهما بعد خروج المرشحَين لحصد لقب الدوري الهلال أمام القادسية، والأهلي أمام الفيصلي، وحامل لقب الدوري والكأس الهلال يلقى لومًا وتقريعًا من قِبل جماهيره، لأنه غيَّر جلده في منتصف الموسم، ودخل في مأزق فني بعد أن كان الأفضل والأقوى في الميدان، على أنه لا يزال الأول، فهل يعني هذا أن للهلال تقييمًا يختلف عن غيره من الفرق، بمعنى أن ما يُقبل من غيره لا يُقبل منه؟
تعاملنا مع منافسات الدوري بالقطعة ثقافة تتعارض مع مفهومها في دوريات العالم كلها، وتضر بالقيمة الفنية الكلية للدوري الذي يُنتج في نهايته لاعبين وفرقًا وحكامًا وإدارات، يمكن لها أن تخدم في مجالها، وتسهم في تطور الكرة والمنافسات تراكميًّا. بطل الدوري سيكون الأفضل في الموسم شئنا أم أبينا، الأمر ليس خيارًا متاحًا لإعطاء الرأي فيه، وإنما واقع مجبر أن تسلِّم به!