يُحسم الدوري بعد ليلتين.. الأهلي بفرصة والهلال بفرصتين.. انتهى الكلام وانتهى صراخ خارج الملعب ودقت ساعة العمل. إلى الأمام فقط.. لا للخلف در.. ما يجعل هذه المباراة أكثر أهمية أن الفريقين خرجا من كأس الملك ولا نجاح للموسم إلا بالدوري.
في الهلال بركان يغلي وجمهور يتصبر ويمني النفس.. جمهور صامت يحاول التماسك. الخروج الآسيوي وخسارة الدوري ستضع الإدارة في أكبر تحدٍ لها منذ تسلمت مقود القيادة.. لن يقبل الجمهور الأعذار وأسطوانة الإصابات ولحن الغيابات وخذ وهات.. فهذه البطولة مسألة حياة.
الأهلي لا يقل توتراً عن الهلال.. فالغليان نفس الغليان، ولكن أضف إليه قليلاً من الاحتقان، فالخسارة ستحرق كل شيء أخضر في الأهلي. ليس هناك رضا عن المدرب ولا الإدارة والأنظار كلها تنتظر الصافرة.. بين النجاح الباهر والفشل السافر تسعون دقيقة.
لدى إحساس أن المباراة ستكون خشنة.. سيغلفها اللون الأصفر وربما الأحمر.. مباراة نفسية من الطراز الأول.. من يسيطر على توتره ومن يمسك أعصابه سيكسب المباراة.. لن يكون هناك خطأ أو خطآن، بل أخطاء بالجملة. من يملك التركيز الكافي لاستغلالها سيخطف النقاط الثلاث والدوري معها.
من سيسجل أولاً سيفوز بالمباراة.. فالهلال غير مؤهل نفسياً للعودة إذا تأخر وكذلك الأهلي.. لذلك من يستقبل هدفاً سيخسر تركيزه وستزداد عليه الضغوط وربما تهتز شباكه أكثر وأكثر.
إنها مباراة النجوم.. وقت التلألؤ والسطوع. إذا لم تتوهج في هذه المباراة فلا حاجة للظهور.. تُخرج مثل هذه المباريات معدن اللاعب الحقيقي وقوته النفسية وقدرته على تحمل الضغوط خاصة عند انطلاق المباراة. فالبداية ستكون النهاية.. لا مجال للبدايات المتعثرة.. لا مكان للبدايات المرتبكة. فالمباراة ستحسم في أولها.. لا في آخرها. لذلك يجب على كل مدرب أن يدخل بكل أسلحته.. لا توفر شيئا للمستقبل.. لا توفر شيئا للشوط الثاني، فالشوط الثاني قد يكون بلا معنى.
ننتظر المباراة بفارغ الصبر.. فهي قمة لا تفوت. ستكون المملكة كلها تشاهد، وسيكون الجميع شاهداً على بطل الدوري المتوج.
لن تكون النهاية بكل تأكيد، فتنافس الهلال والأهلي سيبقى لأعوام مقبلة، فلا أحد في الساحة مؤهل للمنافسة.