بعد خسارةٍ للهلال قبل فترة ليست بالقصيرة، كتبت تغريدة تشبه التأبين، بأن "الهلال جثة تنتظر الدفن".
غضب مني بعض الهلاليين، أو لنبعد مفردة الغضب جانبًا، ونستبدلها بالعتب، حيث عدُّوا بأن وصفي مُبالغ فيه، وأن الأمور قابلة للإصلاح لثقتهم في فريقهم وفي قدرة رجالاته على انتشاله حين سقوطه، وهو ديدن اعتادوا عليه، وأصبحت سمة يشترك فيها مع الريال الملكي، بأنهما أسرع الفرق في العالم نهوضًا بعد سقوط التعثر.
لكن ماذا حدث بعد ذلك؟
هل نهض المارد الأزرق، واستعاد شيئًا ولو يسيرًا من هيبته وعنفوانه؟
المؤلم أن الجواب: كلا. فهو وخلال المباريات الأربع الأخيرة تلقَّى ثلاث هزائم، والموجع أكثر أن المباراة الوحيدة التي فاز فيها، كانت أمام فريق يصارع على الهرب من الهبوط، وقد ركن بعد التقدم إلى الدفاع حفاظًا على هدف الموهوب.
وفي المباراة الأخيرة أمام العين الإماراتي، وفي ظل تخبُّط "خوان براون" في الطريقة والتشكيل، وهو لا يلام على ذلك إطلاقًا فقد حمل أكثر مما يحتمل ويفوق قدراته، برزت "ظاهرة خطيرة"، وهي "لا مبالاة اللاعبين" خاصةً الثلاثي "جحفلي، والبليهي، والرشيدي" الذين تسبَّبوا في ثلاث ضربات جزاء على فريقهم في شوط واحد في سابقة تاريخية، وهي وإن كان بعضها احتسب بقسوة من الحكم، إلا أنها تدل على أن اللاعبين يفتقدون إلى التهيئة النفسية، وقد باتوا يفتقدون إلى الثقة في أنفسهم على الرغم من أن ظروف اللقاء كانت في صالحهم بعد هدف التقدم، وبدلًا من المحافظة عليه، أو تعزيزه تهوَّر الثلاثي في لقطات غير خطيرة ولا تستوجب التدخل الجسدي، بل كاد جحفلي أن يتسبَّب في طرده في أكثر من لقطة، إحداها غير مبررة في الشوط الثاني.
الهلال يا زعماء يعاني على الأصعدة كافة إداريًّا وفنيًا وعناصريًّا، وباتت مباراة الموسم له يوم السبت المقبل مفصلية في أسوأ الظروف، والخطر على الهلال حاليًّا يتمثَّل في لاعبيه، فعدا الغيابات الكثيرة، آخرها "الفرج والعابد، واحتمال سيروتي"، يفتقد الجاهزون حاليًّا إلى الروح والتفاني والثقة في النفس، ما يجعل اللاعب يرتكب الأخطاء الفردية التي تتسبَّب إما في أهداف عكسية، أو ضربات جزاء، أو إقصاء.
إن أراد الهلال تحقيق الدوري، فعليه أن يتخلَّص من أخطائه قبل مواجهة الخصم المتشابه معه في الانخفاض الفني.
الهاء الرابعة
في ساعة الشدة تبين الأجاويد
ويظهر بوقت الضيق راعي الشهامة
ومن عود اليمنى على الطيب تعويد
يفرض على كل الوجود احترامه.