الحديث في هذا الوقت عن مؤامرة يتعرض لها فريق الهلال لكرة القدم، هو كلام فارغ المحتوى، ولا يستند إلى أدلة قطعية أو حتى قرائن يمكن الاستدلال بها لتصديق المؤامرة المزعومة، والتي تريد اجتثاث الزعيم وتجريده من كل عنفوانه وأمجاده، وتحويله إلى فريق صغير كما هو وضعه الآن.
وبكل تجرد، أرى أن خروج بعض الهلاليين سواء في منصات التواصل أو في بعض البرامج التلفزيونية، للكلام عن المؤامرة التي أسقطت الزعيم هذا الموسم، ما هو إلا محاولة للهروب من الواقع التعيس الذي يعيشه فريقهم، لا أقل ولا أكثر، أو هكذا أرى.
وليس هذا فقط، بل هو خروج عن الموروث الهلالي الأصيل الذي لا يكترث بمثل هذا الكلام، ولا بمثل تلك الخزعبلات.
أيضًا هو قفز على الثقافة النصراوية الأصلية التي احترفت ترديد مثل هذا الشيء في كل مرة يسقط فيها فريقها الأول لكرة القدم، وما أكثره من سقوط.
وأعتقد جازمًا أن مجرد الإشارة من قبل الهلاليين إلى مؤامرة تحاك تجاه فريقهم هو أمر معيب، ولا يليق بهم ولا بفريق عظيم مثل الزعيم، وفيه تقليد أعمى للثقافة النصراوية التي لم يجن منها المشجع النصراوي سوى الانكسارات والأمراض المزمنة، جعلت من لقبه "العالمي" كما يردد أنصاره إلى نكتة يستحضرها الجميع في كل مرة يأتي فيها الحديث عن أصفر العاصمة.
عمومًا، وبعيدًا عن لغة المؤامرات وأخواتها من مفردات التخوين، فإن ما يمر به هذه الأيام هو نتاج طبيعي للعمل الهزيل والتخبطات الإدارية والفنية التي عانى منها الفريق الأول لكرة القدم طوال هذا الموسم.
ولا أظن أن من يملك أدنى فهم ودراية كان بإمكانه المراهنة على الهلال هذا الموسم، ولا أظن أيضًا أن خروجه من دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا حدث مستغرب، بل على العكس تمامًا، والانكسارات الهلالية والهزائم لن تتوقف عند هذه النقطة وحسب.
بقي أن أشير إلى أن ضياع الدوري مسألة وقت لا أقل ولا أكثر، وهي المسألة التي ستؤكد بشكل قاطع أن خروج الزعيم خالي الوفاض من كل البطولات "على غير المعتاد" كان بفعل إدارته ومدربه ولاعبيه الأجانب، الذين كانوا عالة على فريقهم وعلى جماهيرهم الصابرة التي تمني النفس بتحقيق لقب هو أبعد مما يتصورون!!