عاد كابوس النتائج الكبيرة يجلس معنا ونحن نشاهد المنتخب السعودي يواجه بلجيكا في المباراة الودية قبل يومين، لم تكن الأهداف الأربعة مصدر قلقنا، بل إن سهولة الوصول لمرمى الأخضر سببت لنا صداعًا مستمرًا طوال المباراة، فبلجيكا كانت قادرة على مضاعفة الأهداف لو استغلت الفرص المحققة التي حصلت عليها.
النتيجة مقبولة نظرًا لفارق الإمكانات بين المنتخبين، ولكن غير المقبول هو وصول بلجيكا للمرمى السعودي بكل يسر، فالطرق دائمًا سالكة لمرمى العويس وفواز، لوكاكو سجل أسهل هدفين في مسيرته التهديفية، وكذلك فعل باتشواي الذي سجل دون مضايقة من أحد، رغم أنه استلم الكرة على خط الستة ومثله فعل دي بروين.
المنتخب عانى دفاعيًا بشكل واضح، والسبب الرئيس يعود لعدم وجود محور دفاعي في التشكيلة، فعبد الله عطيف ليس دفاعيًا بل هو أقرب لصانع اللعب، الهلال يعتمد على عطيف في هذا المركز لأنه الفريق الأفضل فنيًا في المنطقة، ويحتاج إلى محور بمواصفات هجومية يمرر بسرعة ويساعد على تنويع اللعب، ومع ذلك لم يكن دياز يعتمد على عطيف وحيدًا، بل إن سلمان الفرح وميليسي يقومان بأدوار دفاعية كبيرة لتغطية ضعف عطيف في هذا الجانب.
عطيف خيار رائع في المحور عندما تلعب مع فريق أقل منك فنيًا، أو عندما تحتاج إلى الفوز كما حصل أمام اليابان عندما أشرك مارفيك عبد الله أساسيًا وكان أحد نجوم المباراة، ولكن في كأس العالم أفضل مشاركة عبد الملك الخيبري والجبرين معًا، من أجل ردم جزء من الفجوة التي تسهل الوصول لشباك الأخضر.
المنتخب بحاجة إلى العودة للواقعية من جديد، بحاجة إلى واقعية محمود الجوهري مع المنتخب المصري في كأس العالم 1990، عندما اعتمد على خمسة مدافعين وثلاثة محاور، وجنب المنتخب المصري خسائر ثقيلة كانت مصر مرشحة لها لو فتحت ملعبها أمام هولندا وإنجلترا وأيرلندا.
من المهم أن نعرف حجمنا الحقيقي بعيدًا عن المبالغة في التفاؤل والأماني غير الممكنة، فالصقور الخضر يحتلون المركز 69 على العالم، لذلك يجب أن يكون همنا الأول إيجاد التوليفة المناسبة للخروج بأقل الخسائر في البطولة خصوصًا في المباراة الافتتاحية، إذا استطعنا أن نتخطى مباراة روسيا بشكل مقبول بعدها يمكن أن نرفع سقف الطموحات شيئًا فشيئًا.