"مع النصر أشعر بشيء خاص، أمضيت معه سنتين مليئتين بالشغف والحب المتبادل بيننا"... كلمات للمدرب "دانيال كارينيو"، قالها يومًا ربما حسرة، وربما مجرد "حبٍّ". يقولون ما الحب إلا للحبيب الأول، والنصر حبيب كارينيو الأول "في الشرق الأوسط"، والفريق الذي عرف معه طعم النجاحات والبطولات!
فعلى الرغم من "وقفة النفس" التي كانت بينه وبين الإدارة النصراوية بخصوص مستحقاته المادية، والشكوى التي تقدم بها إلى "فيفا"، إلا أنه لم يشأ لـ "شعرة معاوية" أن تنقطع بينه وبين النصر ومدرجه وجمهوره!
كارينيو وجد ضالته في النصر، والنصر عرف الفرح، وعاد إلى البطولات على يد الأوروجوياني "الأشقر"، وكلاهما وجد ضالته في الآخر، فالكيمياء "الإيجابية" التي تجمعهما أكبر من أي مسائل عالقة "تنحل" بجرة قلم واتفاق!
صعب جدًّا أن تجد "هارموني" عاليًا، يُبنى بين مدرب وفريق، ويسيران جنبًا إلى جنب دون تحقيق بطولة. كارينيو أثَّر في لاعبي النصر، وحرَّك "داخلهم" شخصية البطل "النائم" في سبات عميق سنواتٍ؛ "معًا نستطيع" إذا تكاتفنا! وهو نفسه الهارموني المفقود مع الشباب وفي قطر!
عودة المياه إلى مجاريها لا تكفي وحدها، ولا إغراءات النصراويين لكارينيو، وإعادته بأثر رجعي. الرجل في حاجة إلى وقفة جادة من إدارة ولاعبين وجماهير، لتسهيل مهمته في الموسم المقبل، في حاجة إلى نفض صف اللاعبين الأجانب، وإعادته بشكل أكثر إيجابية. يحتاج إلى أن يُخرج من عقول النصراويين "عقدة العالمية" في مسألة اختيار اللاعب الأجنبي، لاعب "عالمي" كبير في السن ومستهلك، لن يجدي نفعًا، وغالبًا هذه هي الدائرة التي تدور فيها خيارات النصراويين، لاعبون كبار "مأكول خيرهم" لا يفيدون الفريق في أي شيء، يستفيدون فقط، والأمثلة كثيرة ولا مجال لذكرها!
كارينيو مع النصر، هو نيبوشا الصربي مع الأهلي، وهو ديمتري مع الاتحاد، وبيلاتشي مع الهلال. يكفي أن النصر تعاقب عليه أكثر من ثمانية مدربين من بعده، ولم يستطيعوا إقناعه!
ميزة كارينيو التي ساعدته في إعادة الشمس إلى مدرج الأصفر من جديد، وحقَّق من خلالها بطولتين "كأس ولي العهد، والدوري السعودي"، عمله على النواحي النفسية، وعودته الآن ستعيد البهجة إلى هذا المدرج بإعادة شيءٍ من الفرح المفقود متى ما توفرت له أدوات النجاح كلها التي توفرت في السابق!
ويبقى التساؤل الأهم: ما سر ارتباط "سامي" بكارينيو؟! فسامي عندما كان مديرًا فنيًّا "في العربي القطري"، طلب كارينيو! وحينما غادر سامي نادي الشباب خلفه كارينيو؟!! هناك عامل مشترك، و"سرٌّ" بين الطرفين... أو هكذا أشعر، وربما هناك حقيقة مفقودة تفاصيلها بين الاثنين... ألقاكم.