لا يجب أن يفوت علينا بعضهم أن نسجل فخرنا بلاعبي المنتخب، الذين صعدوا به إلى مونديال 2018 روسيا، ولا أن يجعلونا ننسى لهم هذا الإنجاز.
لقد تبارى الكثيرون منا في التأكيد على أنه لا منجز يمكن للاعب أن يفخر به، أو يضع اسمه في لوحة الشرف، إلا بالوصول إلى المونديال، وكان ذلك يبدو وكأنه تعجيزيّ لزيادة الضغط عليه أو لكبح شعوره بالفخر بنفسه، وما حققه في مسيرته أو أنه تحفيز بريء له لفعل ذلك.. لا يهم، فقد فعلها ووصل إلى المونديال، ولم تعد الأجيال الكروية التي سبقت تزيد عنه بشيء.
فعل الصقور ما عليهم حين تأهلوا، وما هو بين التأهل ولعب المونديال مهمة مشتركة تتحمل أطراف كثيرة مسؤولية إدارتها والنجاح في الوصول إلى أعلى مراتب التحضير؛ لاستثمار منجز الوصول بحسب الهدف الذي يتم تحديده، وهي مرحلة لا يملك فيها اللاعب أكثر من تنفيذ البرنامج بأعلى قدر من الاجتهاد والطموح والانضباط.
المنتخب في سوالف المجالس والإعلام يختلف عنه في حقائقه المسجلة والمرصودة لمسيرته ومسيرة اللاعبين الذين تشرفوا بتمثيله، عبر تاريخه وفي كل المراحل كانوا بذات السمات الفنية والسلوكية وحالات الانتصار والانكسار، ويتم التعامل معهم في حينها كما نحن عليه الآن، مع اختلاف في الطرق والوسائط والشخصيات، وفي كل حقبة يعتقد معاصروها أنهم وحدهم اكتشفوا أمرًا جديدًا، أو أنهم قد تصنعوا ذلك لتسويق هذه البضاعة مجددًا على عملاء جدد.
بدأت مرحلة الجد في برنامج الإعداد بمواجهة أوكرانيا في معسكر إسبانيا، وكانت النتيجة "1/1" مهمة لفرملة الاندفاع المتوقع نحو كثير من انتشار التعليقات الساذجة على الشكل الفني العام للفريق، أو على أداء بعض اللاعبين أو عمل المدرب، وهي "سواليف" تجتر أفكارًا وملاحظات وتعليقات لا تتغير، مربوطة إما بمحاولة التأكيد على رأي سابق أو تحجيم نجم قادم أو أداء مهمة النقد بما تريد أن تسمعه بعض الجماهير!
لا يزال بعضهم يحدثنا عن التكوين الجسماني والطول وقوة التحمل ومعدل اللياقة، والنجاح في الالتحام واصطياد االكرات العرضية والخبرة الدولية، وعدم الاحتراف في الخارج، ويضعها أسبابًا "حالية" يمكن لها أن تقف عائقًا لنجاح المشاركة في المونديال، مع أن كل تلك وغيرها الكثير ليست بالجديدة ولا حكرًا على لاعب هذا الجيل.. أما ما يحاول بعض لاعبي الأجيال السابقة الترويج له بما كانوا عليه من الجدية في التدريبات والانضباط في المعسكرات والشعور بالمسؤولية، أو حتى القيمة الفنية العالية فيحتاج إلى وقفة... يتبع!