في الوقت الذي يسجل فيه الأهلاويون، وأعني به هنا الفريق الأول لكرة القدم، تقدمًا مثيرًا في مستوياتهم الفنية، واصلوا معه الزحف نحو لقب بطل الدوري، نشهد تراجعًا مخيفًا في الهلال، أدخل الإحباط في قلوب جماهيره، وأوجد العديد من التساؤلات حول حقيقة ما يحدث للفريق الأول لكرة القدم في نادي الهلال، ومن يتحمل مسؤولية ما يحدث.
المتابعون للشأن الهلالي ومعهم النقاد، أصابتهم الحيرة وعجزوا عن الوصول إلى السبب الحقيقي لتبرير الحالة الفنية للهلال، التي جعلت فريقًا متهالكًا لا يستطيع الصمود في وجه الخصوم، أو كما تقول لهجتنا الدارجة “فريق منتهي”.
حتى والهلال يفوز في مواجهته الدورية الأخيرة أمام القادسية، كان فريقًا يجلب المرض ويرفع الضغط لجماهيره، التي ما زالت تبرهن على إخلاصها وتملأ المدرجات في كل مباراة لفريقها “المعتل”، وعلى النقيض تمامًا انطلق الأهلي الجامح والمنافس الوحيد للهلال على لقب الدوري، ونجح في تقليص الفارق إلى نقطة واحدة حوَّل معها الكرة إلى ملعبه، في انتظار لقاء الحسم في جدة أمام الهلال.
ولم يعد المدرب الأوكراني سيرجي ريبروف ذلك المدرب “القبيح”، مثلما كان في السابق بالنسبة لكثير من الجماهير الأهلاوية.
وبلا شك، فقد توسعت الفوارق الفنية بشكل هائل في الآونة الأخيرة بين الهلال والأهلي، كلها تصب في مصلحة الأهلي، وهو ما يجعل مواجهة الفريقين أمرًا محسومًا للأهلاويين، خاصة أنها ستجمعهم مع منافسهم على أرضهم وبين جماهيرهم؛ وهو ما يعني أن الأبواب أصبحت مشرعة لتحقيق الحلم الرابع لفريقهم على مستوى الدوري.
وبعيدًا عن مرحلة الضياع الفني للفريق العاصمي، ثمة فوارق أخرى رجحت كفة الأهلي وجعلت منه فريقًا قادرًا على المنافسة والصراع على ثلاث جبهات، ومرشحًا قويًّا لتحقيقها مجتمعة، بعكس منافسه الهلال الذي فقد الكثير من مخزونه النقطي في الدوري، وغادر كأس خادم الحرمين مبكرًا، وهاهو يستعد للخروج من دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا.
وبدا واضحًا حالة الفشل الإداري الهلالي في مراحل الحسم، وعجزها في إدارة أهم الملفات وأكثرها حساسية في هذا التوقيت، والجميع يشهد مهازل التعاقدات الأجنبية المثيرة للسخرية، ولا تناسب فريقًا بحجم زعيم الأندية، ولا تستطيع صنع الفارق أو على الأقل سد النقص الحاصل من جراء الإصابات أو الانتداب الخارجي لأهم عناصر الفريق وأكثرها تأثيرًا.
بقي أن أقول إن الدوري أصبح قريبًا للأهلاويين أكثر من أي وقت مضى، وإن من يراهن على الهلال الآن.. خسران.