تختلف نظرة المتابعين لتحضيرات المنتخب الكروي الأول لنهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا من جهة لأخرى، وهذا طبيعي لأن المتخصِّص وصاحب الشأن والمسؤول غير الجماهير، أو الإعلام ولا علاقة بأن الأمر يتعلق بمهمة تخصهم، وحريصون جميعهم على أن تحقق النجاح.
سأكتب حول ما يقوله بعض الإعلام ويتردد صداه في الوسط الرياضي دون حاجة إلى أن أقيم الحجة على أحد ولا أن يرى الآخرون فيما أقوله عين الصواب، فما يهم هو ألا نمل ونحن في كل مرة نصحِّح لبعضهم معلومات يوردونها في كل مناسبة، لأنه من المهم أن يعلموا قبل غيرهم عدم صحتها، أو جهلهم بها، أو تعمدهم تمريرها لغرض في أنفسهم!
أبواب المنتخب مفتوحة، سياسة كانت وما زالت، وستظل لكنها ليست كما يحاول بعضهم أن يوحي بأنها تعني عدم الاستقرار العناصري، أو الترحيب بمَن لا يستحق دخول القائمة، وعبر تاريخ الاستدعاءات المختلفة، وصلت إلى معسكرات المنتخبات جيوش من اللاعبين، وانتهى الأمر بمَن ضمَّتهم القوائم النهائية، كان ذلك في دورات الخليج، والتصفيات الآسيوية، والبطولات العربية، وكأس العالم.
لم تكن التشكيلة التي لعبت نهائيات آسيا 84، وقبلها بأشهر تصفيات أولمبياد لوس أنجليس مثالية في حينها لكنها حقَّقت الهدف، ومن ثم انفرط عقدها تدريجيًّا، وانتهت مع تصفيات كأس العالم 90، إلا بعض العناصر التي أسهمت قرارات إدارية أكثر منها فنية في بقائها حتى مونديال 94.
لم يكن اختيار لاعبي المنتخب الأشهر "84 م"، ولا تحضيراتهم للأولمبياد، أو أمم آسيا يختلف عما أعقبه من مشاركات، كذلك الأمر مع منتخب "مونديال 94 م"، وكان نجاح هذه المنتخبات مبنيًّا على اعتبارات القيمة الفنية العناصرية، وظروف لعب المشاركة الأولى في المونديال ونهائيات كأس آسيا، ومن ذلك أيضًا المشاركة الثانية والثالثة آسيويًّا على الرغم من النجاح في تحقيق الكأسين "88/96"، فقد كانتا أضعف حضورًا وأقل تأثيرًا على الشارع الرياضي.
لم تستطع العناصر ذاتها، ومَن ضُمَّ إليهم في مونديالي 98 و2002، أو كأس آسيا 88 إعادة البريق نفسه الذي أحدثوه من قبل على الرغم من تحسُّن تحضيراتهم، وازدياد خبراتهم، أم إن ذاك البريق كان من صنع خيالنا بدافع الإحساس الأول بأهمية ما أنجز، ولم يحرِّك التأهل إلى المونديال في 2006 فينا أي شيء أكثر من بحثنا عمن يمكن له أن يستثمر ذلك لصالح نجمه، أو شخصه، أو يصفِّي من خلال المشاركة حساباته مع أحد منهم... يتبع.