لأبطال تعلموا أن لا فائدة من الالتفات للخلف، ولا الخشية مما يقال أو يثار أو يدار، المهمة الصعبة لا تحتاج إلى أكثر من ضبط النفس، والأمتار الأخيرة ليس بوسعها أن تغير من حالك للأحسن، لكنها من الممكن أن تسقطك إن لم تحسن التعاطي مع استحقاقاتها بأفضل ما يمكنك فعله.
تمسك الهلال بصدارته، واستمر الأهلي في مطاردته، والفارق بينهما نقطة لصالح الهلال، في شهر ديسمبر الماضي ذكرت هنا أن "النقاط الست التي كانت على الشجرة طار منها خمس، وبقي أن يحافظ الهلال على الست الأخرى التي أيضًا ليست في يده، ومن ثم فإن الأهلي مطالب بأن ينقض على بنك النقاط فلا يفرط في أي نقطة حتى مواجهة الهلال، الذي إن صمد إلى ذلك الحين يمكن للأهلي أن يكسر الفارق".
هذا الآن يتحقق؛ فقد جرت الأمور كما توقعت، وها نحن في انتظار مواجهة الحسم الكبرى في السابع من إبريل المقبل؛ فقد صمد الهلال رغم ما تعرض له من مطبات، واستمر في الصدارة، بينما أيضًا واصل الأهلي ملاحقته رغم بعض المصاعب التي واجهها خلال العديد من الجولات على الصعيدين العناصري والتكتيكي، وهو ما يبرهن على أنهما دون الآخرين كانا الأقرب للحصول على اللقب.
فارق النقاط الوهمي الذي كان سلاحًا استخدمه خصوم الهلال ضده، كاد ينجح في إسقاطه؛ فقد تم الإيهام بأنه حصل فعليًّا على فارق كبير من النقاط، يكفي لأن ينهي بِها الدوري بطلاً، والحقيقة أنها كانت مباريات غير ملعوبة، وعندما بدأ في فقد نقاطها كأمر طبيعي؛ لأنه في الأصل لا يملكها، بدأت عملية الضغط عليه بأنه بدأ يفقد توازنه وفرصته في البقاء على الصدارة!
الآن الأهلي صار جاهزًا لأن يحسم أمره بيده ست نقاط من الهلال، وأحد يتوج بطلاً دون أي حسابات أو خمس نقاط إن لم يجمع الهلال إلا نقطتين من المباراتين، والهلال يمكنه فعل ذلك بأربع نقاط، بشرط أن تكون واحدة منها من الأهلي "تعادل" أو فوز على الأهلي وتعادل مع الفتح، كل ما سيكون خارج الملعب حتى موعد مواجهتهما متوقع، وقد بدأ عقب فوزهما على القادسية والرائد، لكنه لن يغير الواقع ولن يمنح أحدهما اللقب؛ فهو يحسم بفارق النقاط أو الأهداف، وليس بفارق حجم الأكاذيب والافتراءات في المجالس وعلى الشاشات.