"القوة الناعمة" مصطلح عالمي، يعني قدرة الدول والمنظمات على التأثير بقوة في الرأي العام الدولي دون استخدام القوة، فيكون ذلك بالاستعانة بالتأثير الإعلامي أو السياسي أو الاقتصادي، أو غيرها من طرق التأثير، دون الحاجة إلى استعراض العضلات أو التهديد أو إطلاق رصاصة واحدة، ومن ذلك التأثير الرياضي مثل "قوة صلاح الناعمة".
تعلمون يقينًا أنني أقصد النجم المصري الفذّ "محمد صلاح"، الذي يسير بثبات نحو انتزاع لقب أنجح نجم عربي في تاريخ كرة القدم، فقد بدأ في أندية غير معروفة حتى وصل إلى "تشيلسي"، ولم يوفّق فذهب إلى "روما" وتألق، فاستقطبه "ليفربول" وأحدث أجمل عاصفة إسلامية عربية في البريميرليج، يمكن أن نسميها بكل فخر واعتزاز وتجرد "قوة صلاح الناعمة".
فجماهير "ليفربول" وقعت في حب النجم المسلم الذي يتحلى بأخلاق الإسلام أينما حلّ وارتحل؛ ليصبح النجم المثالي لموضوع المقال، فالسفارات والملحقيات والممثليات الدبلوماسية بكل أنواعها تسعى إلى رسم صورة ذهنية إيجابية عن بلادها في البلد التي تتواجد فيه تلك الهيئات، بل إن المراكز الإسلامية تبذل جهدًا أكبر لتصحيح صورة الإسلام التي يشوهها الإعلام بالربط بينه وبين الإرهاب، الذي يبرأ منه ديننا الحنيف، وتنجح تلك الجهات في مساعيها كثيرًا وتفشل أحيانًا، إلا أن ولع جماهير ليفربول بنجمنا المحبوب دعاهم لابتكار أهزوجة ليست على البال ولم تخطر لأحد، حيث تقول: "لو أحرز أهدافًا أخرى فإنني سأصبح مسلمًا أيضًا، إنه يتواجد في المسجد وهو نفس المكان الذي أرغب بالتواجد فيه"، تلك هي "قوة صلاح الناعمة".
علينا أن نبدأ بصناعة سفراء مثل "محمد صلاح"؛ لأنه يختصر المسافات ويقرّب وجهات النظر، ويعطي صورة إيجابية عن المجتمع المسلم العربي، فيقول للعالم إن في عالمنا نماذج مضيئة محبة للسلام، تتحلى بأخلاق الإسلام الحقيقية التي نراها في "قوة صلاح الناعمة".
تغريدة tweet:
الرياضة أهم منصّة تنطلق منها الجسور التي تربط الثقافات وتساعد على قبول الآخر والتعايش معه بسلام، فقد قال المغفور له بإذن الله "الملك فهد" إن الصورة الإيجابية التي رسمها المنتخب السعودي بكأس العالم 1994 في أيام تعادل ما قامت به وزارات وهيئات ومراكز لسنوات طوال، وننتظر بإذن الله من منتخبنا المشارك في كأس العالم 2018 تقديم صورة أفضل، وعلى منصات القوة الناعمة نلتقي،،،