القول إن تداعيات سقوط الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال في هذا التوقيت الحساس، ستكون محصورة على الزعيم، هو اعتقاد خاطئ ويفتقد بُعد الرؤية ومحدود التفكير، أو كما كما تقول العرب: "لا يرى أبعد من أرنبة أنفه".
فالهلال الذي يعتبر الرافعة الأساسية والمغذي الرئيس للمنتخب السعودي الأول يمر حاليًا بأسوأ أحواله الفنية والإدارية، ودخل نفقًا مظلمًا، وهو ما سيلقي بظلاله على الأخضر السعودي الذي دخل مرحلة الاستعدادات المهمة في معسكرات متقطعة ومتلاحقة قبل مونديال روسيا 2018.
ويخشى العديد من المتابعين والنقاد، أن تساهم وضعية الهلال الحالية في الإخلال بمنظومة المنتخب السعودي؛ نظرًا لفقدان الغالبية العظمى من لاعبي الهلال مستوياتهم الفنية المميزة، وعجزهم عن العودة لما كانوا عليه في السابق، خاصة أنه ما من شيء في الأفق يشير إلى التراجع الحاصل الآن، ما هو إلا مجرد كبوة عابرة ولحظة انعدام توازن لا أقل ولا أكثر، وأن الأمور ستعود سريعًا لما كانت عليه من ذي قبل.
وخسارة الهلال المريرة في دوري الأبطال واقترابه من توديع البطولة واهتزاز كرسي صدارته على الدوري المحلي، ستكون أقل ألمًا بكل تأكيد من ضربات موجعة ربما يتلقاها المنتخب السعودي في المحفل الدولي ـ لا سمح الله ـ في حال بقيت الحالة الفنية المتردية والنفسية المهتزة للاعبي الهلال على ما هي عليه.
والفريق الأزرق الذي دفع ثمنًا غاليًا لجملة من التخبطات الفنية والإدارية، أوصلته لما هو عليه، موعود أيضًا بمواجهته مصيرًا قاتمًا لما تبقى له في المبارايات الخمس المقبلة، وستكون كافية للإطاحة به من صدارة الدوري وقذفه خارج أسوار دور المجموعات في المنافسة الآسيوية.
صحيح أن الزعيم تعرض لظروف قاسية جدًّا وإصابات قاتلة طالت الأميز من نجومه "اللي يفتحون العين"، إضافة إلى خسارته سالم الدوسري في أشد الأوقات حاجة إليه، ولكن كل هذه الأشياء لا يمكن أن تعفي الجهازين الفني والإداري من المساءلة، ولماذا وقفوا "متفرجين" وفاقدي الحيلة خلال ما مضى وتحديدًا بعد الخسارة الآسيوية في النهائي الشهير مع أوراوا الياباني، وما تبعه من خسائر متتالية وخروجهم الهزيل أمام القادسية في كأس الملك.
ورغم أن الفارق النقطي في المنافسة الأهم الدوري السعودي للمحترفين، ما زالت في يد الهلاليين، إلا أن هذا وحده ليس كافيًا في ظل النزيف الكبير الذي تعرض له الزعيم مؤخرًا، وهو ما جعل منافسهم الوحيد الأهلي وأنصاره يحتفلون ببطولة الدوري من الآن وقبل حسمه بثلاث جولات.
بقي أن أشير إلى أن آسيا طارت والدوري في طريقه، وأخشى أن يطير معهما المنتخب السعودي أيضًا.