أنا مع البرامج الإعلامية التي تأخذ شكل وصفة ديوانية التقاء تجمع عدداً من الأشخاص الذين يمكن لهم إبداء الرأي والحوار والنقاش وما يتخلل ذلك من تضاد وتوافق وغضب ورضا بحسب اختصاص الوسيلة أو البرنامج.
وعادة يختار القائمون على مثل هذه البرامج من يناسبها من الذين يمثلون مواصفات وتخصصات وانتماءات يمكن لها أن تبني محتوى يكون محل اهتمام المتلقي المستهدف بمثل هذه الأعمال خاصة التلفزيونيه وهم ليسوا بالضروره مقبولين للكل لكنه يمكن لهم لفت وجذب الانتباه لما يقولونه وهذا من حيث هو عمل تلفزيوني صرف مطلوب دونما شك.
برنامج الخيمة الذي يبث مباشرة على القناة السعودية الرياضية يمثل أضخم برنامج حواري تم عرضه على قنواتنا المحلية والتجارية وهو من نوع البرامج التي يمكن أن يشعر المشاهد الشغوف بالرياضة وقضاياها أنه وسط الكوكبة التي تستضاف وتتحدث في حلقاته لمدة ثلاث ساعات يومياً لأن معظم ما يقال خلالها يريد أن يقوله هو أو أنه كان يتمنى أن يسمعه.
وبعد أن نهنئ زميلنا العزيز مسلي آل معمر برئاسته أخيراً لرابطة المحترفين وندعو له بالتوفيق نعرض لرأيه فيمن يجب أن يختاره معد البرنامج ليكون ضيفه أو من بينهم وهم من مارس الكرة ودرب والثاني من دخل إدارات الأندية أو الاتحادات وجرب والثالث من مارس مهنة الإعلام وراعى أصولها وهذا اختصار سريع للمطلوبين الثلاثة من وجهة نظر زميلنا مسلي وجاءت في موضوع لزاوية له على هذه الصحيفة.
ولأن العنصر الثالث "الإعلامي" هو الطاغي على نخبة المختارين للبرامج فإن درجة تأثيرهم على الناتج من هذه الندوات أكثر من غيرهم من الأطياف الأخرى خاصة أن صفة الإعلامي أيضاً تعطى للاعب والإداري وهذا باب آخر لست بصدد طرحه الآن فقط أريد أن أعيد طرح سؤال مسلي الذي ختم به مقالته "هل ضيوف برامجنا هم الأميز؟" والسؤال الأهم "وهل هم مناديب لأنديتهم ورؤسائهم أم يمثلون أنفسهم؟".
من وجهة نظري ليس من المهم اختيار الأميز من الضيوف بقدر الأنسب لنوعية وهدف البرنامج وبالطبع كل من يظهرون في وسائل الإعلام يدعون أنهم يمثلون أنفسهم وهم على حق باعتبارهم في الوقت ذاته يمثلون هذه الأندية دون أن تندبهم، الأخطر من ذلك كله أننا بدأنا نشعر أن هناك مِن يريد إعادة إنتاج العبث والفوضى من جديد بعد أن هدى الله عناصرهما قبل أشهر قليلة وكأنه فاصل من الاستراحة ليس إلا!