|


علي المسعودي
شذرة السيف والكيس
2018-03-12

بعد أن استتب له الحكم في مصر وولي الخلافة فيها، أطلق معد بن منصور على نفسه لقب "المعز لدين الله"، ونسب نفسه إلى البيت النبوي الشريف!



لكن المصريين شكّكوا بهذا النسب الذي ادعى أنه متّصل بالسيدة فاطمة!



 



‏ وقال أحد الشعراء قصيدة منها بيت:


‏أو فدع الأنساب مستورة


‏وادخل بنا في النسب الواسعِ


‏عندها جمع المعز الناس، ثم أخرج سيفه من جرابه، وقال: هذا "نسبي"!


‏ثم نثر عليهم دراهم الذهب، وقال: وهذا "حَسَبي"!


سيف ومنسف.. كفتا الحكم والقيادة، القول المرادف لنظرية "العصا والجزرة"، أو "الوردة والسكين"، وقد قيل إن "كل شارب وله مقص".. فشارب تقصه بالتخويف وشارب تقصه بالإفضال والتكريم.. وهي ثنائية القوة الناعمة والقوة الصلبة وفق التعريف الأكاديمي في مجالات العلوم السياسية.



 



ويضع المتنبي ميزان السيف وأوان العطاء:


‏وَوضْعُ النَدَى فِي مَوضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا


‏مُضِرٌّ كوضع السَّيفِ في موضع النَّدى!


الذي "يتمرد إن أكرمته"، يجب أن تهينه حتى يعرف حجمه، والذي تسكنه نفس عزيزه تكرمه.. فبالكرم تملكه.


والملك عقيم لا يقبل منافسًا مهما قرب؛ لذلك يمسك الحاكم بزمام الحكم وفق الثنائية المعروفة.. يعززها بالدين والشجاعة، فإذا اجتمعت هذه الأربع كان الحكم قوي الأساس شامخ البنيان..



 



‏يترجم الشيخ تركي بن حميد كل ما فات في بيت جميل:


‏"من لا يقلط شذرة السيف والكيس


يظهر عليه من الليالي ثلومي"


القوة الصارمة، والعنف النفسي.. والعطاءات السياسية.. 


يقال عن الوالد إنه "صقار عياله.. والحاكم كذلك.. عليه أن يعرف من يضع في قفص التغريد.. ومن يطلق للهداد.



 



وكما قال مرشد البذال:


الرجال طيور توصف للحرار


كل طيرٍ في جناحينه يطير


وين طير يحتريله كل جار


ووين طير ما يصيد إلا الشعير!